أثناء خطاب زيلنيسكي في الكونغرس الأمريكي كان هناك لقاء في الكرملين الروسي بين بوتين وكبار القادة الروس ليلتقي الخطباء على حدود النار والاشتباك في باخمونت وأوبلاست.
علم فوق أعلام الكونغرس:
تلقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي ترحيباً حاراً عندما ألقى خطاباً أمام الكونغرس الأمريكي في وقت متأخر من يوم أمس، وتحدث زيلينسكي باللغة الإنجليزية لمدة 25 دقيقة تقريبا، وذكر المشرعون الأمريكيون بأنه قبل ساعات فقط من رحلته إلى الولايات المتحدة – وهي أول رحلة خارجية منذ بدء الغزو الشامل في 24 شباط- كان في خط المواجهة في منطقة باخموت في دونيتسك أوبلاست.
قدم زيلينسكي لاحقا لنائبة الرئيس كامالا هاريس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي علم أوكرانيا وقع عليه الجنود الأوكرانيين في باخموت المحاصرة.
و أعطت بيلوسي زيلينسكي العلم الأمريكي الذي رفع فوق مبنى الكابيتول في وقت سابق من صباح اليوم، حسب ما أفادت انديبيندت كييف.
دراسات للمستقبل:
قال معهد دراسات الحرب في أمريكا بأنه يعتقد بأن الكرملين على الأرجح سيكون قادرا على انتزاع المزيد من التنازلات الاستباقية من أوكرانيا، كلما كانت أهدافه المعلنة للحرب أكثر تشددا، حيث أنه يعد ما يقدمه عملية هجومية أخرى واسعة النطاق.
كما قال محللون من أوربا الغربية ومعاهد دراسات محلية بأن المسؤولين الروس ليس لديهم نية لاستخدام الأسلحة النووية في ساحة المعركة.
_ الحرب الثانية ونهوض أمريكا بيد الشركاء:
استحضر خطاب زيلينسكي المصمم بعض اللحظات الحاسمة لأمريكا في ساحة المعركة، حيث احتشد لتأمين دعم الكونغرس المستمر لأوكرانيا ضد الحرب مع روسيا، مشيرا إلى معركة الانتفاخ في الحرب العالمية الثانية والحرب الثورية الأمريكية
واتخذ زيلنيسيكي من الحرب العالمية مثلا للشعب الأوكراني وعقب على الشراكة مع الأمريكيين فقال، نحن الأوكرانيون سنخوض أيضا حرب الاستقلال بكرامة ونجاح.
وسنحتفل بعيد الميلاد حتى لو لم يكن هناك كهرباء، إن فرحتنا في إيماننا، في أنفسنا، لن تنطفئ، إذا هاجمتنا الصواريخ الروسية، فسنبذل قصارى جهدنا لحماية أنفسنا.
وأضاف بلدينا حليفان في هذه المعركة، وسيكون العام المقبل نقطة تحولنا، وأنا أعلم ذلك.
وهي النقطة التي يجب أن تضمن فيها الشجاعة الأوكرانية والعزيمة الأمريكية مستقبل حريتنا المشتركة، وحرية الأشخاص الذين يدافعون عن قيمهم.
محاولة بوتين بتعبئة جنود آخرين
وكان الموقف البائس المخيم على الكرملين في اجتماعه حيث وصفته الصحافة بمحاولة إلقاء لوم الخسارة في الحرب على الآخر، وذكر معهد الدراسات الأمريكية بأن بوتين يحاول القيام بتعبئة جنود آخرين دون التعبئة الجزئية التي أعلنها في أيلول وكان مصيرها الفشل.
واقترح وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو سلسلة من الإصلاحات والأهداف التوسعية لتوليد القوات الروسية التي من غير المرجح أن تكملها روسيا في الوقت المناسب لتكون ذات صلة بالصراع الحالي.
_السلم والحرب:
السؤال الرئيسي الآخر الذي يواجه القادة هو كيف ستنتهي الحرب ومتى؟
أعلن بايدن أمس بأن الرئيسين حريصان على السلام، لكنه كرر تأكيده السابق على أن قرار فتح مفاوضات لإنهاء الحرب يعود إلى زيلينسكي وحده.
ويأتي اجتماعهم وسط قلق متزايد في أوروبا بشأن طول الحرب في قارة تتأرجح على حافة الركود وتواجه أزمة طاقة متنامية.
وقال المسؤولون إن إظهار تضامن بايدن كان يهدف أيضا إلى طمأنة أوروبا بشأن الالتزام الأمريكي بالقضية، وقال الرئيس بأن ليس لديه مخاوف بشأن استمرار الحلفاء الغربيين في المسار.
وعلى الرغم من تكبده خسائر فادحة، لا يُظهر الكرملين أي علامات على التخلي عن جهوده لغزو أوكرانيا.
وزار بوتين بيلاروسيا هذا الأسبوع فيما اعتبر محاولة للحصول على تعزيزات ولا يزال يلوح بالتهديد بإطلاق العنان لترسانة بلاده النووية.
لكن زيلينسكي قال إن المفاوضات لن تبدأ ما لم تغادر القوات الروسية أوكرانيا بأكملها، وهو أمر أعلنت موسكو أنها لن تفكر فيه، مما يضمن على ما يبدو استمرار الحرب في المستقبل المنظور.
عادل الأحمد/ تقرير خبري