نشرت جريدة البعث مقالا كتب فيه :” انتصـار للحب والجمال، أينما يحلون يكون للحياة معنى مختلف وللألوان بهجة، فراشات جاءت من مختلف أنحاء القطر، اجتمعت لتشدو بلحن الانتصار إيذانا باستمرار الحياة وبقاء شعلتها وقّادة”، وهي عبارات تمهيدية للاحتفال بمهرجان الطلائع الذي يحمل عنوان “أغنية الطفل السوري الأول”، في الوقت الذي يناشد فيه أطفال ريف دمشق وخاصة أطفال دارايا منظمات العالم لفك الحصار المفروض عليهم من قبل النظام.
لا يهم منظمة طلائع البعث القائمة على مهرجان ” أغنية الطفل السوري” ما يحصل في داريا، بل تنكر تماما وجود حصار، لتقيم في دمشق على مدار يومين كرنفالا فنيا ضم الكثير من “الاستكشات” واللوحات الراقصة من الفنون الشعبية والوطنية، التي قدمت بكل براعة كما وصفها مراسل جريدة البعث.
كان واضحا على الأطفال المشاركين الصحة الجيدة، كما كانوا سعداء بالحفل، لينتشر على بعد أقل من 9 كلم من مكان الحفل مرض بات يظهر مؤخرا وهو عبارة عن انتفاخ في البطن والوجه والأطراف في ثنايا البلدة الجائعة داريا لينذر بتحولها إلى كارثة.
ليؤكد مسؤول الهيئة الطبية في مضايا الطبيب “محمد يوسف” لموقع الجزيرة الشهر الماضي :”أن رغم إدخال المساعدات في المرة الأولى من قبل الأمم المتحدة، فإنها لم تقدم الغذاء الكافي لأجساد الجائعين، مما أوصل بعضهم إلى الدرجة القصوى من نقص البروتينات الحيوانية والنباتية في أجسادهم، والتي كانت السبب الأساسي في تفشي مرض انتفاخ الأعضاء “.
الجوع يعصف في ريف دمشق بسبب حصار النظام في الوقت الذي يتحدث “د.عزت عربي كاتبي” رئيس منظمة طلائع البعث للأطفال عن دور الموسيقا في تعزيز تربية الطفل والإسهام في تطهير نفوس الأطفال وتنشئتهم بطريقة سوية، وأكد على دور وأهمية منظمة الطلائع بالموسيقا ورعايتها وإبراز الطاقات والمواهب وتنمية حس المنافسة الشريفة بين الأطفال.
المناسبة كما يزعم النظام هي مهرجان للطفل، لكن انتصارات الوطن الوهمية يجب أن تحتل قسما من المهرجان، فقد رأى رئيس مكتب التربية والطلائع القطري الرفيق “أركان الشوفي” في المهرجان تعبيرا عن الانتصارات التي تتحقق على مساحة الوطن، فالموسيقا والفنون هي لغة الحب والبناء والحياة في مواجهة لغة الإرهاب والدم، متناسيا الإرهاب الذي يقوم فيه النظام من خلال قصفه للمناطق الخارجة عن سيطرته.
كثير من المنظمات وثقت ما يحصل لأطفال سوريا في الداخل والخارج ومع ذلك الحكومة السورية تعتني بالأطفال ضمن مناطقها ناكرة ما يحدث للأطفال في المناطق الخارجة عن سيطرتها، حيث قالت منظمة اليونسيف في تقرير صادر عنها أواخر السنة الماضية، أن 8.5مليون طفل في سوريا تأثروا بسبب النزاع الحاصل في سوريا، فمتى سيقف العالم في وجه النظام مدافعا عن حقوق الأطفال خارج حدود سيطرته ؟؟.
محمد المحمود ـ المركز الصحفي السوري