تشهد محافظة السويداء لليوم الخامس على التوالي، احتجاجات شعبية واسعة وغليان في الشارع بعد دعوات اطلقها ناشطون للخروج بتظاهرات ضدّ قرار رفع الدعم الجزئي عن المحروقات ومادّة الخبز المخصّصة للأهالي في مناطق سيطرة النّظام.
وقد بثّت مواقع التواصل الاجتماعي منها صفحة السويداء 24 على فيسبوك اليوم الاثنين، صوراً ومقاطع مصورة تظهر ازدياداً في أعداد المحتجين وتوسعاً في رقعة التظاهرات، منها تظاهرة حاشدة في ساحة السير وسط مدينة السويداء، حمل المتظاهرون خلالها لافتات طالبوا فيها بتطبيق القرار الأممي 2254، وبناء وطن لكل السوريين.
ندّد المحتجون أيضاً بالقرارات الحكومية التي وصفوها بـ “الفاشلة” والتي أدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية، ودعوا موظفي القطاع الحكومي في المدينة بإيقاف الدوام حتى إشعار آخر، في حين أغلق بعض المحتجون الطرق المؤدية إلى العاصمة دمشق وبعض مدن المحافظة بالإطارات المشتعلة.
احتجاجات متتالية ورأس النّظام يرفع الدعم عن عوائل قتلى جيشه
تزايدت رقعة الاحتجاجات في السويداء خلال الأيام القليلة الفائتة والتي بدأت ببيان وزعته تيارات مدنية وأهلية في السويداء طالبوا فيه بعودة الدعم لكافة فئات المجتمع ورفع رواتب وأجور العاملين بنسبة 200 بالمائة، وتأمين ضمان معيشي وصحّي لكبار السن، وطالبوا بالحجز على أموال تجّار الحرب ووضع خطة طوارئ اقتصادية لميزانية الدولة.
فقد شهدت مدينة شهبا في السويداء يوم الجمعة الفائت، اعتصاماً تحت وسم “ارحموا أطفال الشهداء” وذلك اعتراضاً على قرار رفع الدعم عنهم خاصةً أنهم من العوائل التي قتل أبناؤها ضمن صفوف قوات النظام الذي لم يقدّر تضحيات أبنائهم، على حدّ تعبيرهم.
فيما اعتبر المتابعون لصفحة “السويداء 24” ذلك الاعتصام اهانةً لقتلى الجيش وعدم احترام لتضحياتهم حيث علّقت “Rima Saeb” قائلةً : “ياريت ماحملتوا هالصور بس احتراماً الهم كرمال مين راح دمهم هدر كرمال وطن ممزق” في حين قال حساب باسم Adam Ryan : “أهالي قتلى الحفاظ على كرسي بشار الأسد ونظامه يناشدونه ليعيد لهم كيلو رز وربطة خبز”.
حركة رجال الكرامة تنذر بتفجر الأوضاع
من جهتها، علّقت حركة “رجال الكرامة” في السويداء في بيان عبر صفحتها في فيسبوك يوم الجمعة الفائت، على قرار رفع الدعم والأحداث التي تشهدها محافظة السويداء مشيرة إلى أنّ حالة الاحتقان التي تشهدها البلاد تنذر بتفجر الأوضاع نتيجة السياسات الممنهجة التي تعمل ضد مصالح الشعب السوري.
أضاف البيان أن صنّاع القرار يصرّون على سنّ قرارات منفصلة عن الواقع، هدفها الوحيد تهجير ما تبقّى من الشّعب السّوري وتجويعه، واعتبرت أن قرار رفع الدعم خرق للدّستور السوري ومبادئ العقل وقوانين العدالة، وأنّ الحكومة تسعى لرفد خزينتها من أموال الشعب.
بثينة شعبان، المطالب تستهدف استقرار البلد
خلال مقال طويل حمل عنوان “لحظة من فضلكم” نشرته جريدة الوطن المقرّبة للنّظام، حاولت مستشارة رأس النظام السابقة “بثينة شعبان” تخوين المحتجين في السويداء والسّعي كعادتها لغسيل دماغ السوريين في شعارات رنّانة تتحدث عن المؤامرة الكونية التي تحيط بسوريا منذ عشر سنوات.
قالت شعبان أنّه من الواضح أنّ المطالب التي رفعت في سوريا لا علاقة لها بتحسين أوضاع البلاد والعباد، وإنّما رفعت لاستهداف استقرار البلد ومنجزات شعبه وأمنه والعيش المشترك بين أبنائه، في حين أنّ الأزمات التي تعيشها سوريا فرضت عليها لكي توهن من عزيمة أبنائها وحكومتها.
اعتبرت شعبان أن الهدف من الاحتجاجات ليس حرية التعبير أو إرساء حقوق الإنسان، وإنّما زعزعة استقرار الدولة وثقة المواطنين بدولتهم ومستقبلهم، في حين امتنع المتابعون لصفحة جريدة الوطن عن قراءة المقال ووصفوه بـ “الطويل والممل ويعد نفس الحديث والديباجة”، في حين قال “Majd Alsham: “أعذرينا مدام ما عنا وقت ولا لحظة ولا نص لحظة”.
يذكر أن المحتجين في محافظة السويداء أعادوا فتح الطرقات وأنهوا التظاهرات بعد ظهر اليوم الاثنين، بعد أن دعوا إلى تجديدها يوم غد الثلاثاء للإصرار على مطالبهم الرّافضة لقرارات حكومة النظام الأخيرة.
تقرير خبري بقلم إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري