صحيفة العرب -باسل العودات
الدبلوماسية الروسية أخطأت في موضعين فيما يتعلق بالأزمة السورية، وأوضح الكاتب أن خطأ السياسة الروسية الأول هو الدعوة لاجتماع المعارضة مع النظام لحوار دون أجندة من أجل التلاعب بالأولويات ومعايير الحل، ولقاء دون أسس في محاولة لتغيير قواعد اللعبة، ومواجهة لن تؤدي إلا إلى مزيد انقسام المعارضة وتعويم الأزمة وابتداع مفاهيم جديدة حول المفاوضات، وينسحب هذا الخطأ على طريقة دعوتها وتحديدها طبيعة اللقاء، وبعد أن أشار إلى أن روسيا اشترطت أن يكون اللقاء بين المعارضة السورية والنظام دون شروط مسبقة، أبرز الكاتب أن موسكو ركزت على مكافحة الإرهاب كأولوية وألغت مبدأ إسقاط النظام، وتحدثت عن التفاهم كصيغة توفيقية، وتعاملت مع الحوار كهدف لا كوسيلة، وليس صعباً استنتاج أنها راهنت ضمناً على انقسام المعارضة من خلال دعوة شخصيات بالاسم لتهميش المؤسسات، ومن خلال دس مؤيدين ضمن وفد المعارضة لتخفيف مستوى المطالب، كما راهنت على يأس المعارضة وخوفها من الرفض، واستغلت التباس الموقف الأميركي، أما الخطأ الثاني فيقول الكاتب إنه يتمثل بعمل روسيا منفردة، دون تنسيق مع الولايات المتحدة، واعتبرت نفسها قائد المركب، مشددا على أن اجتماع موسكو سيفشل، لا فقط لأنه عمل متسرّع غير محدد الملامح، وليس فقط لأنه لا يناسب ملايين السوريين الذين دفعوا الكثير للحصول على حريتهم، ولا لأن المعارضة السورية تعتبر روسيا طرفا غير حيادي وشريك للنظام، أو لأن ما تقوم به مجرد حراك في الوقت الضائع يفتقد لدعم عربي وعالمي حاسم، بل الأهم من هذا غياب اللاعب الأهم، المدير الأميركي الذي يملك زمام الأمور فعلياً.