اتفق المشاركون في محادثات فيينا الهادفة لانهاء الحرب في سوريا على عقد لقاء جديد “خلال نحو شهر” لاجراء تقييم للتقدم بشان التوصل لوقف لاطلاق النار وبدء عملية سياسية في البلد المضطرب، بحسب ما جاء في البيان الختامي السبت.
وقال البيان ان ممثلي الدول الـ17 اضافة الى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وجامعة الدول العربية اتفقوا خلال لقاء فيينا على جدول زمني محدد لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال ستة اشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهرا رغم استمرار خلافهم على مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن المحادثات الخاصة بالأزمة السورية في فيينا السبت شهدت استعراض خطط الرئيس السوري بشار الأسد للدخول في مفاوضات بناءة في إطار حل سياسي للحرب الدائرة في بلاده.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بعد المحادثات الدولية بشأن سوريا السبت “أبلغنا من خلال شركائنا في هذه الجهود -الموجودين معنا على الطاولة- بأنه مستعد للتعامل بجدية ومستعد لإرسال وفد ومستعد للمشاركة في مفاوضات حقيقية”.
و تابع كيري إن الأطراف المشاركة في محادثات السلام السورية اتفقت السبت على تسريع الجهود لإنهاء الصراع ببدء مفاوضات بين الحكومة والمعارضة في يناير/كانون الثاني واجراء انتخابات خلال 18 شهرا.
وأضاف كيري في مؤتمر صحفي بعد المحادثات في فيينا إن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وافقوا على إصدار قرار لصالح وقف إطلاق النار في سوريا.
ومن جانبه قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير السبت إن بلاده ستواصل دعم المعارضين السوريين إذا لم يترك الرئيس بشار الأسد السلطة من خلال عملية سياسية.
وقال الجبير للصحفيين على هامش مفاوضات سلام دولية بشأن سوريا في فيينا “سنواصل دعم الشعب السوري”.
وأضاف “سنواصل دعم العملية السياسية التي ستفضي الى رحيل الأسد أو سنواصل دعم المعارضة السورية بغرض إزاحته بالقوة.”
وفي ذات السياق أعلن وزير الخارجة الروسي سيرغي لافروف إنه لا مبرركي لا تتخذ القوى الدولية خطوات أكبر بكثير لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
ومن جانبه أعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير “لا احد يكذب على نفسه بالنسبة الى الصعوبات التي نواجهها، لكن العزم على ايجاد حل صار اكبر في 14 يوما”.
وقال ايضا “رغم ان الامر لا يزال يبدو بعيد المنال، الا ان جميع الاطراف مجتمعون حول الطاولة”.
واوضح الوزير الالماني ان هجمات باريس ليل الجمعة-السبت هيمنت على الاجتماع “وزادت من التصميم على احراز تقدم”.
وأدت هجمات باريس المميتة إلى تحول تركيز محادثات السلام السورية السبت إلى قتال تنظيم الدولة الإسلامية إذ قالت فرنسا إن اجتماع وزراء الخارجية في فيينا يجب أن يركز على ميدان المعركة بدلا من العملية السياسية.
وكان من المتوقع أن تركز جولة المحادثات الجديدة في العاصمة النمساوية على تضييق هوة الخلافات بشأن تفاصيل عملية سياسية تفضي إلى إجراء انتخابات في سوريا لكن التركيز ينصب الآن على الأمن وكيفية تعزيز محاربة الدولة الإسلامية.
وأعرب كيري، عن وقوف بلاده إلى جانب فرنسا بشأن “هجمات باريس”، مشيراً إلى أنه لا يمكن هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية دون الحد من العنف والاشتباكات في المنطقة.
وذكر كيري أن خلافات لا تزال موجودة بين الأطراف، بخصوص مصير الرئيس السوري بشار الأسد، مستدركاً أنه تم تحقيق تقدم في الاجتماعات الحالية مقارنة بالاجتماعات التي أجريت قبل أسبوعين.
ميدل ايست أونلاين