وصل وزير الدفاع السوري، فهد جاسم فريج، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في وقت سابق، وذلك للمشاركة في الاجتماع الأمني الثلاثي الذي دعا إليه وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، والذي سيعقد بعد ظهر اليوم الخميس، بمشاركة نظيرهما الروسي سيرغي شويغو، لبحث تطورات الوضع الميداني في سورية ومناقشة آليات تطوير التعاون بين الأطراف الثلاثة لمحاربة الإرهاب، بحسب ما أفادت المواقع الرسمية الإيرانية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن شويغو قوله إن “سياسات بلاده تركز على التهديدات الإرهابية المحدقة بالمنطقة برمتها”، مضيفا أنه لا يمكن لموسكو أن تغض النظر عما يجري في كل من سورية، العراق، ليبيا وأفغانستان.
وأشار شويغو خلال لقاء جمعه في وقت سابق مع الرئيس التركمانستاني قربانغلي بردي محمدوف، إلى خطر الإرهاب وتنظيماته، قائلا إنه “من المقلق تواجد هذه التنظيمات في المنطقة”.
وكانت المواقع الإيرانية قد نقلت في وقت سابق أن الوزراء الثلاثة سيبحثون ما تم تحقيقه ميدانيا في سورية خلال الأشهر التسعة الماضية، أي منذ إعلان روسيا عن بدء توجيه ضربات جوية لمواقع في سورية، وهو ما تزامن وإعلان الحرس الثوري الإيراني عن زيادة عدد مستشاريه العسكريين على الأرض هناك.
وقال الخبير السياسي في الشؤون الإيرانية والمقرب من مراكز صنع القرار، عماد آبشناس، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، إن “طاولة حوار طهران الثلاثية، ستبحث تفاصيل تتعلق بعمليات جديدة، سيتم شنها في المستقبل القريب في كل من حلب والرقة”.
وتوقع آبشناس أن يناقش الحاضرون الدور الأميركي في مناطق شمالي سورية، حيث دخلت الولايات المتحدة على الخط من خلال الأكراد “طهران متخوفة من هذا الدور، ومن المتوقع إعلان موقف يرفض الدور الأميركي هناك”.وأضاف: “وزراء دفاع كل من سورية وإيران سيبحثان مع نظيرهما الروسي مدى قدرة بلاده على تعزيز الدعم الجوي خلال العمليات الجديدة، ولا سيما في مناطق حلب وما حولها”.
في السياق ذاته، قال الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي، لـ”العربي الجديد”، إن كلا من روسيا وإيران تستشعران الخطر القادم من الدور الأميركي الأخير في مناطق من سورية، لافتاً إلى أنه “دور يهدف للإعلان عن مناطق فيدرالية كردية شمالي البلاد، وهو المشروع الذي قد يجهّز الأرضية لتقسيم سورية لمناطق سنية وعلوية كذلك”، معتبرا أن طهران وموسكو ستحاولان التنسيق لمنع هذا الأمر ولرفع مستوى التنسيق لاسترداد تلك المناطق، حسب رأيه.
وأضاف أن التحولات الميدانية الأخيرة في سورية جرت بشكل سريع، وهو ما يتطلب رفع مستوى التنسيق أولا، وإعادة التوازن في مناطق دون أخرى من قبيل الرقة ثانيا، معتبرا أن هذا الاجتماع الذي أتى بعد استشعار خطر ما، سيخرج بقرارات جدية معنية بهذه القضايا بشكل مباشر.
وفي الوقت الذي شكلت فيه كل من إيران وروسيا وسورية غرفة عمليات مشتركة، أعلنت هذه الأطراف مع العراق عن تشكيل جبهة رباعية في بغداد أيضا، وأشار أفقهي لهذا الأمر قائلا إن “العراق هو الطرف الحاضر الغائب في هذا الاجتماع، فرغم أن التركيز سيكون على الوضع السوري، لكن سيكون للوضع في الفلوجة نصيب”، فبعد أن زوّدت موسكو الجيش العراقي بأسلحة، ستبحث مع طهران سبل تطوير التنسيق مع الحكومة في العراق، وربما تقديم المزيد من الدعم العسكري، حسب قوله.
العربي الجديد