أعلن وزير الخارجية الفرنسي اليوم (الثلثاء) إن فرنسا والعراق سينظمان بعد غد في باريس اجتماعا وزارياً بحضور عشرين دولة «لتحضير المستقبل السياسي» للموصل بعد انطلاق «معركة» تحريرها من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وقال جان مارك آرولت: «يجب التحضير للمستقبل، وإرساء الاستقرار في الموصل بعد المعركة العسكرية»، موضحاً انه لم تتم دعوة ايران للاجتماع.
وحذر وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان اليوم خلال زيارة الى معرض صناعات الدفاع البحرية «يورونافال» في بورجيه قرب باريس من أن معركة الموصل «ستكون طويلة، وليست حرباً خاطفة»، مؤكداً أنها «ستستمر لفترة طويلة، اسابيع عدة أو حتى لأشهر».
ميدانياً اقتحم الجيش العراقي اليوم قضاء الحمدانية الذي يبعد 15 كيلومتراً جنوب شرقي الموصل، وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان مقتضب إن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة للجيش العراقي تسيطر على جهة الجنوب الغربي لقضاء الحمدانية».
وكانت القوات العراقية و«البيشمركة» الكردية أعلنت في وقت سابق اليوم إحراز تقدم في أول أربع وعشرين ساعة من المعركة، وقالت بيانات صادرة عن الجيش العراقي و«البيشمركة» إنه تمت في المجمل استعادة 20 قرية من «داعش» إلى الشرق والجنوب والجنوب الشرقي من الموصل.
وأفادت مواقع إعلامية كردية بأن القوات العراقية تستمر في التقدم من محور القيارة وتتجه نحو منطقة حمال العليل الاستراتيجية، حيث سيطرت على قرية الزاوية. وقالت «البيشمركة» التي انتشرت أيضا شمال وشمال شرقي المدينة إنها أمنت «شريطاً كبيراً» من الطريق الذي يمتد لمسافة 80 كيلومتراً بين عاصمتها إربيل والموصل.
وقال البيان الكردي إن طائرات حربية تابعة للتحالف هاجمت 17 موقعاً لـ«داعش» دعماً لعملية «البيشمركة» في منطقة مليئة بالألغام. وأضاف أن أربع سيارات مفخخة على الأقل دُمرت.
وذكرت مصادر عراقية وكردية أن الطيران الحربي العراقي ألقى حوالى 17 مليون منشور على 16 منطقة لا تزال بقبضة التنظيم بعد وقت قصير على انطلاق معركة الموصل. وتضمنت المنشورات التي القاها الجيش معلومات وتطمينات للسكان من أن القوات الأمنية جاءت لتخليصهم من «داعش» الذي استولى على مناطقهم منذ حوالى عامين.
إلى ذلك، تظاهر الآلاف استجابة لدعوى الزعيم الديني مقتدى الصدر، في وقت مبكر من صباح اليوم، أمام مبنى السفارة التركية في بغداد، للمطالبة بإخراج القوات التركية من العراق.
وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن طائرات حربية تركية شاركت في العمليات التي ينفذها الجيش العراقي والتحالف الدولي في الموصل. وقال في خطاب متلفز: «قواتنا الجوية شاركت في العمليات الجوية التي يقوم بها التحالف في الموصل» من دون اعطاء توضيحات حول نطاق أو طبيعة هذا التدخل.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو إن وفداً من بغداد سيزور تركيا خلال الأسبوع الجاري، ربما يوم الخميس، مشيراً إلى أن «الطرفين لديهما إرادة لحل هذه المسألة عبر الحوار». وفي السياق أعلنت «الخطوط الجوية التركية» اليوم تعليق رحلاتها موقتا إلى النجف والبصرة والسليمانية، الا ان الرحلات الى بغداد واربيل في اقليم كردستان العراق مستمرة بحسب ما اعلن الناطق باسم الشركة يحيى أوستون.
سياسياً، حذر المفوض الأوروبي للأمن جوليان كينغ من تدفق متشديين من «داعش» إلى اوروبا في حال سقوط الموصل، في مقابلة نشرتها صحيفة «دي فيلت» الألمانية اليوم. وقال كينغ: «حتى عدد ضئيل (من المتشددين) يشكل خطراً جدياً علينا أن نستعد له»، من خلال «زيادة قدرتنا على الصمود في وجه الخطر الارهابي».
في غضون ذلك، قال نائب رئيس الوزراء الماليزي أحمد زاهد حميدي اليوم إن ماليزيا عززت إجراءات الأمن على حدودها تحسبا لمحاولة مقاتلين متشددين ماليزيين العودة للبلاد عقب معركة الموصل.
وأضاف: «نتبادل معلومات الاستخبارات مع وكالات الاستخبارات الدولية ولدينا قائمة بأسماء المشتبه بهم تضم أسماء من يُعتقد أن لهم صلة بداعش».
الحياة اللندنية