تشهد الساحة السورية صراعاً دولياً دامياً، وخلافات كبيرة بين الدول الكبرى المعنية بالأزمة السورية، وانقسامات كبيرة في صفوف المعارضة السورية التي ستدخل في حوار مع النظام في جنيف، ما دفع المملكة العربية السعودية إلى الإعلان عن عقد اجتماع يضم أطراف المعارضة السورية التي تتشاحن في ما بينها على سبل الحل السياسي للأزمة التي تعصف بسوريا منذ خمس سنوات، لتسوية الخلاف فيما بينهم واختيار الممثلين عن الشعب السوري لحضور الاجتماع، وإيجاد صيغة موحدة لرؤية مستقبل سوريا بعد رحيل الأسد.
وحسب ما صرح به المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي مستورا “أنه ستسلم أسماء وتشكيلة وفد النظام والمعارضة إلى محادثات جنيف، مشيراً إلى أن فرص نجاح الأطراف في التوصل خلال مؤتمر جنيف لوقف واسع لإطلاق النار بسوريا هي فرصة غير مسبوقة”.
وقال أيضاً:” إن مؤتمر المعارضة السورية المزمع عقده في العاصمة السعودية الرياض لتوحيد صفوف المعرضة يمثل فرصة مهمة على صعيد المحادثات المرتقبة لتسوية الأزمة ووقف إطلاق النار”.
ويشهد المؤتمر المزمع عقده في جنيف اهتمام غالبية أطياف الشعب السوري، لتخليصهم من حمام الدم الذي يجري في بلادهم، وإيقاف إطلاق النار والقصف على المناطق الآمنة.
وبتوجيه السؤال إلى المواطنين السورين الذين يتلقون الموت بكافة أشكاله عن رأيهم تجاه المؤتمر المرتقب لحل الأزمة السورية، تحدث لنا خالد أحد سكان ريف حماة ويقطن في ريف إدلب بالقول:” عقد عدة اجتماعات لتسوية الأزمة لكن جميعها باءت بالفشل، ولكن تكون نتائج هذا الاجتماع بأفضل، بل سيحمل قرارات دون أي تنفيذ أو رقابة من المجتمع الدولي”.
وكانت آراء المواطنين متضاربة بين مؤيد ومتفائل بالاجتماع، ومتشائم ومعارض للاجتماع، حيث تحدث إبراهيم عن الموضوع بالقول:” بعد الاتفاق الكبير بين الدول المعنية بالأزمة سيخلق حل شامل ينهي العنف ويعم السلام أرض سوريا”.
ويعتبر معظم السوريين أن الحل الوحيد للأزمة التي أربكت المجتمع الدولي وجعلته عاجزاً أمامها، هو رحيل رأس النظام المتمثل ببشار الأسد ولنظامه الفاقد للشرعية، وإيقاف القصف على المدن والبلدات، لعودة المهجرين إلى ما بقي من منازلهم، وتوحد المجتمع الدولي لمحاربة التنظيمات المتطرفة التي تساعد في سفك الدم السوري، ليعم الأمن لأرض الأمان أرجاء البلاد.
ويتقرب مواطنو الداخل السوري والمهجرون خارجه الاجتماع المرتقب عقده في جنيف في كانون الأول، ويتمنون أن يكون على غرار سابقاته، ويوقف الحرب التي تدور رحاياها في الداخل السوري، وأن تجتمع قوى المعارضة على رأي موحد برحيل الأسد دون الرضوخ لأي ضغوط خارجية من الدول الداعمة لنظام الأسد، لأن الشعب السوري أثخن من المجازر التي ألمت به مع صمت دولي مطلق، وترك روسيا وطائراتها تدمر منازلهم دون رقيب أو حسيب.
المركز الصحفي السوري
أحمد الإدلبي