نشرت صحيفة “رويترز” أمس الجمعة 25 شباط/فبراير، تقريراً اطّلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرف، عن تقرير الولايات المتحدة بشأن مقتل الصحفي السعودي الأمريكي “جمال خاشقجي”.
تقول الصحيفة في تقريرها أنّ الحاكم الفعلي للسعودية وافق على عملية القبض على الصحفي الذي قُتل فيما بعد في عام 2018 “جمال خاشقجي” ووفقاً لمخابراتٍ أمريكيةٍ نشرت أمس الجمعة، فرضت الولايات المتحدة عقوباتٍ على بعض المتورطين إلاّ أنّها أنقذت ولي العهد نفسه في محاولة للحفاظ على العلاقات الأمريكية السعودية.
في مقابلةٍ متلفزةٍ أمس، مع الرئيس المنتخب “جو بايدن” أوضح من خلالها أن قتل المعارضين السياسيين غير مقبول للولايات المتحدة مع الحفاظ على العلاقات مع ولي العهد الذي يحكم أحد أكبر مصادر النفط في العالم ضدّ العدوّ المشترك للبلدين “إيران”.
قال بايدن أنّه أبلغ العاهل السعودي الملك سلمان بأنّه يتوجب على المملكة العربية السعودية معالجة انتهاكات حقوق الإنسان كشرطٍ مسبقٍ للتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية, وأضاف “لقد أوضحت له أنّ القواعد تتغير وسوف نعلن عن تغييرات مهمة يوم الاثنين”.
من بين الخطوات العقابية التي اتخذتها الولايات المتحدة أمس الجمعة، كانت فرض حظر على تاشيرات دخول بعض السعوديين الذين تعتقد أنّهم متورطون في مقتل خاشقجي وفرضت عقوبات على مسؤولين آخرين بمن فيهم رئيس المخابرات السابق “أحمد حسن محمد العسيري” كتجميد أصولهم الأمريكية ومنع الأمريكيين من التعامل معهم.
أضاف مسؤولون أمريكيون أنّ الإدارة الأمريكية تدرس إلغاء مبيعات الأسلحة للسعودية التي تثير مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان وتقييد المبيعات المستقبلية للأسلحة الدفاعية.
قال مكتب مدير المخابرات الوطنية في الولايات المتحدة في التقرير المكوّن من 4 صفحاتٍ “نحن نقدّر أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على عملية في إسطنبول التركية لاعتقال وقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي”.
استندت وكالة المخابرات في تقييمها إلى سيطرة ولي العهد على عملية صنع القرار والمشاركة المباشرة لأحد مستشاريه الرئيسيين ودعمه لاستخدام إجراءاتٍ عنيفةٍ لإسكات المعارضين في الخارج بمن فيهم خاشقجي.
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أيضاً قراراً يقضي بمنع دخول 76 سعودياً بموجب سياسة جديدة تدعى “حظر خاشقجي” وقالت إنّها لن تتسامح مع أولئك الذين يهددون أو يعتدون على النشطاء والمعارضين والصحفيين نيابةً عن الحكومات الأجنبية.
فرضت وزارة الخزانة أيضاً عقوباتٍ على “العسيري” نائب رئيس المخابرات السابق وقوة التدخل السريع السعودية فيما يتعلق بمقتل خاشقجي, واتهمته بأنّه زعيم عملية خاشقجي وقالت إنّ العديد من أعضاء فرقة الاغتيال التي أرسلت لاعتراض خاشقجي هم عناصر في فرقة التدخل السريع التي هي مجموعةٌ فرعيةٌ من الحرس الملكي ولا تخضع إلاّ لولي العهد.
عند رفع السرية عن التقرير, عكس بايدن رفض سلفه ترامب نشره في تحدٍّ لقانون عام 2019 مما يعكس استعداداً أمريكياً جديداً لتحدي المملكة في قضايا مهمة بدءاً من حقوق الإنسان إلى اليمن.
قال وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” أنّ ما فعلته الإدارة الجديدة ليس قطع العلاقات ولكن إعادة ضبطها لتكون أكثر انسجاماً مع مصالح الإدارة الأمريكية الجديدة وقيمها على حدّ وصفه.
من جهته قال السفير الأمريكي السابق في الرياض “تشاس فريمان” أنّه سيتعين على إدارة بايدن التعامل بذكاء مع ولي العهد لأنّه لا توجد طريقة للتغلب عليه, بصفته الرئيس التنفيذي للمملكة.
وصف بايدن ذلك بأنّه “أمرٌ شائنٌ” بقوله “كان التقرير هناك لكن إدارة ترامب لم تنشره, حصلنا عليه وقرأناه وأصدرناه اليوم, ما حدث أمر شائن”.
الجدير ذكره أنّ بايدن يسير في خطٍّ رفيعٍ للحفاظ على العلاقات مع المملكة العربية السعودية, فيسعى لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع منافيتها الإقليمية “إيران” والتصدي لتحديات أخرى بما فيها محاربة ما يسمي بالتطرف الإسلامي وتعزيز العلاقات العربية-الإسرائيلية.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع