كما جرى مع أسلافه جنيف واحد واثنان واستانة لم يعش طويلا، سوتشي ذلك الاتفاق الذي أفرح كل من في الشمال السوري واستطاعت تركيا من خلاله إيقاف النظام وآلة الموت عن المدنيين في الشمال، إلا أن تلك المرأة التي ولدت سوتشي يموت أولادها بعد الولادة فهل نقص الرعاية هو السبب أم أن تراكم الولادات تضعف المولودين .
أعلن الرئيسان التركي والروسي عن ولادة اتفاق سوتشي في 17 أيلول الماضي الأمر الذي أحدث سرورا بالغا في نفوس المدنيين في الشمال وحتى في مناطق سيطرة النظام و لدى قواته التي سئمت من مجاراة النظام وازدياد عدد القتلى في صفوفهم على مدى ثماني سنين متتالية .
إلا أن النظام وروسيا و إيران لديهم هدف في الخلاص من كل معارض في الداخل والخارج وبسط سيطرتهم وتحقيق مكاسب إيران المذهبية والدينية وروسيا الاستراتبجية والمادية من خلال النظام في سوريا ولكن النظام ليس لديه سبيل إلا أن يقحم أهالي طرطوس وحماة وحمص ودمشق والسويداء في معركته الجديدة ويعلن من جديد عن قتل سوتشي حديث الولادة قبل أن يشب ويكبر .
بدا الاتفاق وكأنه نهاية الحرب ونهاية الثورة التي لم تحقق من أهدافها إلا القليل فيما حقق النظام نصرا مزيفا على جثث أبناء بلده وشعبه و أشلاء أطفال سوريا لكن الاتفاق جاء بمثابة حل يوقف القتل والدمار والتشرد لأكثر من 3 ملايين إنسان شمال سوريا ينوي النظام قتلهم وذبحهم إلا أن الاتفاق وبجهود تركيا ولد ولكنه بدا ضعيف فمخرجاته لم تكن واضحة وبعد أن سحبت فصائل الثورة سلاحها الثقيل بدأ النظام مع مرتزقته من الميليشيات اللبنانية والإيرانية والعراقية والأفغانية بالتسلل نحو نقاط رباط الثوار شمال حماة لتغدر وتسقط سوتشي بعد أن قتلت 23 عنصرا من جيش العزة في اللطامنة وقامت بحملة قصف مكثفة استهدفت خلالها المدنيين شرق ادلب دون وجود سبب واضح لخرق الاتفاق وكأن النظام يقول للثوار سوتشي لم يولد أصلا وإن ولد فقد مات بعد الولادة مباشرة لكن البعض من يهوى ويحترف بيع المدن والأراضي لازالوا في استراحة المشفى يتضرعون لله بأن يشفي الله سوتشي إن كان مريضا وأن يرزقهم بأخ جديد لسوتشي يشبه شقيقهم المرحوم أستانا الذي أكل نصف ادلب وكامل درعا والغوطة وحمص وحماة .
يرى أشد المتفائلين أن اتفاق سوتشي لن يدوم طويلا وما هو إلا جولة سياسية كسابقاتها فيما يرى أقل المتشائمين بأن سوتشي مات منذ أسابيع وتجري دراسة مخططات أخرى تأكل ادلب مقابل منطقة ما بين الأطراف الراعية .
المركز الصحفي السوري