قــــــراءة فـــــي الصحـــــف
نبدأ قراءتنا من صحيفة الـ “غارديان” البريطانية
فقد أوردت الصحيفة، أن إيران على وشك إكمال مشروعها الاستراتيجي بتأمين ممر بري يخترق العراق في نقطة الحدود بين البلدين ثم شمال شرق سوريا إلى حلب وحمص وينتهي بميناء اللاذقية على البحر المتوسط.
وأضافت أن قوات كبيرة من المليشيات الشيعية تضع اللمسات الأخيرة على خطط للتقدم بتنفيذ مشروع الممر الذي ظل في طور التبلور خلال العقود الثلاثة الماضية، مشيرة إلى أن هذه المليشيات لم تُمنح دورا في المعركة المرتقبة لاستعادة مدينة الموصل، لكنها ستقطع الطريق غرب الموصل على أي قوات لتنظيم الدولة الإسلامية تحاول الهروب من المدينة إلى الرقة بسوريا.
وقالت غارديان في تقرير لها إن الشريط البري غرب الموصل الذي ستعمل فيه المليشيات الشيعية، يُعتبر أساسيا في تحقيق الهدف الإيراني للوصول للبحر الأبيض المتوسط.
وذكر التقرير أن إيران حاليا، وبعد 12 عاما من الصراع في العراق ومشاركتها في الحرب الأهلية الشرسة بسوريا، أقرب من أي وقت مضى لتأمين ممر بري سيوطد أقدامها بالمنطقة، ومن المحتمل أن ينقل الوجود الإيراني إلى أراض عربية أخرى.
ونقلت غارديان عن مسؤول أوروبي وثيق الصلة بالتطورات في العراق وسوريا طوال الخمس سنوات الماضية، قوله إن الإيرانيين ظلوا يعملون بقوة لتنفيذ هذا المشروع، مضيفا أنهم سيستطيعون نقل القوى البشرية والإمدادات بين طهران والبحر المتوسط في أي وقت يشاؤون عبر طرق آمنة يحرسها موالون لهم أو آخرون بالوكالة.
وأضاف التقرير أن خطة الممر تمّ التنسيق لها بين كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأمن في طهران وبغداد ودمشق بقيادة من وصفته برأس رمح السياسة الخارجية الإيرانية قائد لواء القدس الجنرال قاسم سليماني، الذي ظل يدير حرب إيران في العراق وسوريا، وأن خطة الممر تتضمن تغييرات سكانية اكتمل تنفيذها وسط العراق ولا تزال قيد التنفيذ في سوريا، كما تعتمد بكثافة على دعم سلسلة من الحلفاء ليس بالضرورة على وعي بالمشروع كله لكن لديهم مصلحة فيه.
بدورها تساءلت صحيفة “الأوبزيرفر”، ” هل تشق إيران طريقها عبر سورية والعراق للمتوسط؟”
قالت صحيفة “الأوبزيرفر” البريطانية، إن الخطة الإيرانية في الشرق الأوسط ظهرت، وهي مد طريق منها إلى البحر المتوسط.
وأوضحت الصحيفة أن طهران تسعى لذلك عن طريق المليشيات التي تسيطر عليها في سوريا والعراق ولبنان، والتي تعمل على استخدامها لمد ممر بري، “سيمنح إيران سلطة كبيرة في المنطقة”، بحسب تعبيرها.
وقال مارتين تشولوف، مسؤول شؤون الشرق الأوسط في “الغارديان” و”الأوبزيرفر”، إن المليشيات الشيعية في العراق، والتي تتلقى أوامرها من إيران، تسعى لتأمين “هلال من التأثير” عبر العراق وسوريا، يصل إلى الشرق الأوسط.
وقال مسؤول أوروبي راقب دور إيران في العراق وسوريا خلال الأعوام الخمسة الماضية لـ”الأوبزيرفر” إن “الإيرانيين كانوا يعملون بجد على هذا”، مضيفا أن “الأمر مرتبط بشرفهم من ناحية، والبراغماتية من ناحية أخرى”، موضحا أن هذا “سيمكنهم من نقل الأشخاص والموارد بين البحر الأوسط وطهران متى شاءوا، بطرق آمنة محمية من ناسهم أو وكلائهم”.
وقال تشولوف إن المقابلات التي أجراها خلال الأشهر الأربعة الماضية مع مسؤولين عراقيين مؤثرين وشخصيات في شمال سوريا، أكدوا خلالها تأسيس الممرات البرية منذ عام 2014.
ويعتبر تأمين حلب وصلة هامة في المعبر، الذي يمر ببلدتي نبل والزهراء الشيعيتين هناك، ومنها إلى ضواحي مدينة حمص، ثم إلى الساحل السوري، معقل العلويين هناك، والذي أمنته روسيا بحسب مسؤول سوري كبير ومسؤولين في بغداد.
وقال علي خضيري، مستشار كل السفراء الأمريكيين إلى العراق وأربعة قادة لغرفة العمليات المركزية خلال الأعوام 2003- 2011، إن تأمين وصلة مع البحر المتوسط سيعتبر انتصارا استراتيجيا لإيران.
وأضاف أنه “يعزز سلطة إيران على العراق والمشرق، وسيثبت طموحاتها التوسعية في المنطقة”، مشيرا إلى أن “هذا يمثل عبئا لكل رئيس غربي، وحلفاء الغرب في المنطقة، لأنه سيمكن إيران من التوسع المستمر، حيث يتوقع أن تتوجه إلى الخليج في هدفها المعلن تكرارا”.
وتساءل: “لماذا علينا أن نتوقع أنهم سيتوقفون إذا كانوا يراهنون، ويضاعفون مكاسبهم مرة تلو الأخرى، على مدى عقد كامل؟”.
المركز الصحفي السوري _ صحف