يبدو أن تباهي النظام الايراني بتحقيقه نصراً على الولايات المتحدة الأميركية بعد انتهاء مفاعيل قرار حظر الأسلحة على ايران الأحد لم يلق صداً لدى الشعب المنهك من جائحة كورونا والانهيار الاقتصادي المتفاقم بسبب العقوبات الأميركية. وفي خطوة نادرة حذرت صحف إيرانية يديرها النظام من «احتجاجات كبيرة» و«اضطرابات» بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وطريقة تعامل الحكومة مع أزمة كورونا إلى جانب سوء الإدارة. المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية «أن سي آر أي» نشر بعض المقالات لصحف تديرها الدولة توجه انتقادات حادة للحكومة والرئيس حسن روحاني. انتقادات خطيرة واعتبر مقال منشور على صحيفة «أرمان» الحكومية أن الناس ليسوا راضين. تعود مشاكل البلاد إلى عدم وجود اتصال بالعالم الخارجي. مشاكلنا حدثت لأننا فقدنا الاتصال بالنظام الدولي. من الواضح أن المسؤولين لا يفهمون أننا على نفس القارب. ومع انتهاء حظر التسلح الدولي المفروض على إيران، تباهى مسؤولون إيرانيون بالخطوة، وقال روحاني، إن الشعب سيكون سعيدا. لكن صحيفة «اعتماد» الحكومية، كتبت عكس ذلك، وجاء في تقرير لها: «خلافا لرأي الرئيس، فإن نبأ رفع الحظر المفروض على الأسلحة ليس خبرا جيدا للجمهور، بل إنه قوبل بانتقادات خطيرة على وسائل التواصل الاجتماعي». صحيفة «جهان صنعت» الحكوميةقالت بدورها أن «إعلان روحاني أنه في اليوم التالي لانتهاء حظر الأسلحة، ستكون إيران قادرة على بيع وشراء الأسلحة ليس خبرا جيدا للناس، على الأقل في الوضع الاقتصادي الحالي ». وقالت إنه كان عليه أن «يستمع إلى صرخات وشكاوى الناس عن الاقتصاد الذي كان مسؤولا عن إدارته». قيود عديدة واستبعد محللون ومتابعون للشأن الإيراني أن تتمكن طهران من بيع وشراء الأسلحة بعد انتهاء الحظر، وقالوا، وفقا لتقرير نشر على «راديو فري يوروب/راديو ليبرتي»، إن إيران تعاني من عدة قيود على رأسها العقوبات الأميركية الساحقة. وفي مقال آخر، حذرت «جهان صنعت» المسؤولين من احتمال اندلاع احتجاجات كبيرة بسبب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وقالت انه: «مما لا شك فيه أن استمرار الركود الاقتصادي، وإفراغ خزينة الحكومة والبنك المركزي من الريال والدولار، وعدم كفاية تخصيص الموارد لمختلف الفئات، من أهم أسباب العنف المجتمعي». ويكافح الإيرانيون من أجل الحصول على لقمة عيشهم اليومية، حيث تعصف أزمة كورونا وصدمة أسعار النفط وسوء الإدارة باقتصاد البلاد. ونقلت شبكة «رووداو» الكردية العراقية، عن مركز إيران الإحصائي، ارتفاع معدلات تضخم المواد الغذائية بنسبة 26 في المئة في نهاية صيف هذا العام. وأصبح بعض الإيرانيين غير قادرين على شراء بيضة واحدة وباتت موائد طعامهم شبه فارغة، مع استمرار ارتفاع الأسعار.
نقلا عن القبس الدولي