رد مدير صحيفة “ابتكار” محمد علي وكيلي على عبارة “الإصلاحيين ماتوا ، و انتهوا ، وفاتهم النظام” التي قالها أسدالله بادامجيان الأمين العام لجماعة “مؤتلفة” المتحالفة مع الولي الفقيه بمقالة عنوانها “كلنا بتنا أمواتا”.
جاء في المقالة إن هذه التصريحات “نتاج الاحتفال الذي أقيم في جنازة الإصلاحيين ، في جميع الأحوال ، أي نظام عاقل سيكون سعيدًا بموت الإصلاحية داخل بنيته ، أي هيكل يحتفل بعدم قابليته للإصلاح ، أي حكومة تستمتع بإقصاء أكثر من نصف رصيدها ، على هذا السيد أن يعلم بأن موت الإصلاحية الحكومية يعني بداية موت السلطة” و أشار كاتبها إلى أن “تيار الإصلاح هو تيار الجمهورية الإسلامية ، فشله يعني فشلها ، مشروع الإصلاح هو ما يقرب من نصف تاريخ الجمهورية الإسلامية ، و إنكاره يعني إنكار للنظام نفسه” مؤكدًا على أن ذلك يعني قراءة الفاتحة بعد فوات الأوان.
تؤكد المقالة على أنه لأكثر من عقدين من الزمن ، لم يعد النظام يعتبر الإصلاحيين أصدقاء ، وإذا كان معنى الهزيمة عزوف الناس عن الإصلاحيين ينبغي أن يقال إن الناس قرؤوا الفاتحة على الأصوليين قبل ذلك ، وتشدد على أن الإصلاحية كانت آخر خندق للدفاع عن النظام.
كان كاتب المقالة عضوًا في مجلس الشورى ، لا يرفض و لا ينفي موت و نهاية ما يسمى بالحركة الإصلاحية المزعومة ـ التي كانت جزءًا من النظام ، وشاركت بنشاط في جميع جرائمه خلال السنوات الماضية ـ وفي تساؤله عن البنية التي تحتفل بعدم إصلاحها اعتراف بحقيقة عدم إمكانية إصلاح النظام منذ اليوم الأول ، التي أكد عليها السيد مسعود رجوي زعيم المقاومة منذ سنوات ، بقوله إن أفعى الولاية لا تلد الحمام .
لا يخلو قول وكيلي بأن “موت الإصلاحية في الحكم يعني بداية موت تلك السلطة” من الصحة لكن إطلاقه على هذا النظام كذبة ، فلم توجد الإصلاحية قط في الفاشية الحاكمة الدينية بعقلية القرون الوسطى ، افتراض بدء موت الحكومة صحيح ، لكنه لم يكن بسبب موت الإصلاحية بل لأن الشعب قرأ الفاتحة على التيارين، بعد إصداره حكم الموت التاريخي في 20 يونيو 1981 على كيان غريب ولد ميتًا، أطلق على نفسه اسم “الجمهورية الإسلامية”، و لا يحمل شيئًا من ملامح الجمهورية و الإسلام.
تأتي هذه الاعترافات بعد دخول المجتمع الايراني مرحلة جديدة ـ مع الزلازل السياسية والاجتماعية الكبرى في انتفاضات 2017 و 2019 ، و 2022 ـ فقد سحق شعار “الإصلاحي ، و الأصولي ، انتهى الأمر” الذي تردد خلال انتفاضة عام 2017 وهم إمكانية التغيير عبر صناديق الاقتراع الذي كانت عصابة رفسنجاني – خاتمي تلجأ إليه منذ عام 1997.
أعلن أعضاء ما كان يسمى بالجماعة الإصلاحية مرارًا وتكرارًا فقدانهم مكانهم في الإعراب ، لكن ذلك لا يعني أن عصابة الأصوليين قوية ومتماسكة و تسيطر على الأوضاع ؛ اي قراءة لأوضاع النظام تؤكد موت الإصلاحيين والأصوليين منذ سنوات ، وقراءة الفاتحة عليهم ، و لا يعني السجال الدائر بين بقايا التيارين غير شهادة الوفاة.