تسارعت التفاعلات التي أحدثتها تظاهرات المواطنين البلوش، على مدى الأيام الماضية، لتمتد إلى خارج إيران، وتترك أثرا على متابعات الصحف ووسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
تظاهر أنصار مجاهدي خلق ووحدات المقاومة في مدن مختلفة من العالم، من سيدني إلى برلين وكولونيا، كوبنهاغن، وسانت غالن، تضامنا مع تظاهرات المواطنين البلوش في ذكرى جمعة زاهدان الدامية.
سعت أجهزة النظام جاهدة للتقليل من أهمية الحدث حيث زعم مساعد وزير الداخلية لشؤون الأمن وتطبيق القانون أن المعادين والمناهضين للثورة حاولوا خلق حالة من انعدام الأمن والفوضى في بلوشستان، لكنهم فشلوا بسبب لامبالاة المصلين، تحدثت وكالة أنباء وزارة المخابرات المعروفة باسم “مهر” عن هدوء تام في زاهدان، ونشرت صحيفة الحرس “جوان” تقريرا عمّا وصفته بخيبة أمل الجماعات الانفصالية والمجاهدين.
لم يخل الأمر من إظهار الغضب والرعب، فقد أعربت صحيفة “إيران” الناطقة باسم حكومة رئيسي عن غضبها من دعم مجاهدي خلق لمواطني بلوشستان باعتباره أحد عوامل الاضطرابات، مشيرة إلى أن التيار الثالث “تنظيم مجاهدي خلق” يتقدم بهذا المشروع من خلال العمليات السيبرانية وكتابة الشعارات على الجدران في المحافظة، فيما دعا الملا دري نجف آبادي في صلاة الجمعة في آراك إلى اليقظة تجاه ما وصفه بالأشرار مشيرًا إلى أعدادهم الكبيرة.
كان الجمعة والسبت 29 و 30 يومان مهمان في تاريخ صمود المواطنين البلوش، ورمزًا ساطعًا لتضامن الشعب الإيراني في ذكرى الانتفاضة الوطنية، على الرغم من الإجراءات الأمنية واسعة النطاق والإغلاق الذي فرضه النظام يوم الجمعة نزل المواطنون إلى الشوارع للتظاهر في مدن بلوشستان، وتحت وابل رصاص الحرس هتف المتظاهرون “الموت لخامنئي”، “أخي الشهيد سأخذ بثأرك”، “الموت للظالم سواء كان الشاه أو خامنئي”، وصرخوا بغضب شديد تنديدًا بإراقة دماء أكثر من 110 أشخاص قتلوا في زاهدان يوم 30 سبتمبر من العام الماضي، أظهر هتاف المواطنين بأنهم لن يسامحوا ولن ينسوا ولن يساوموا قتلة أبنائهم وإخوانهم وأخواتهم غليان دماء الشهداء، من هستي نارويي الطفلة البالغة 7 سنوات من العمر إلى زر بيبي إسماعيل زهي الأم المسنة، واستجابة لدعوة مولوي عبد الغفار نقشبندي أغلق أهالي وكسبة زاهدان ومدن أخرى، بينها جابهار، سراوان، دشتياري، وسفيدابه أسواقهم ومحلاتهم التجارية في اليوم التالي معلنين الاضراب العام، على الرغم من التدابير الأمنية التي اتخذها النظام، وكان الإغلاق التام لسوق زاهدان، الذي يضم متاجر شيعية وسنية مثارًا للاهتمام.
ترافقت هذه الاحداث مع عاصفة العمليات والفعاليات المضادة للقمع التي نفذتها وحدات المقاومة في جميع أنحاء البلاد لدعم المواطنين البلوش، كما دعم بيان لاتحاد سائقي الشاحنات إضراب سائقي الشاحنات وعمال الوقود البلوش والإضراب العام لاهالي بلوشستان.
حولت صرخة ووحدة المواطنين في بلوشستان المضطهدة يوم 29 سبتمبر إلى جمعة دامية أخرى، قدمت صورة لارادة الشعب المضطهد، تعبر عن الإصرار على النضال ضد أي نوع من الدكتاتورية ورفض الصمت والتسوية، وأظهرت الدعم الواسع في عموم إيران، لتكتب بأحرف من نور رسالة الصمود ومواصلة الانتفاضة التي لن تتوقف حتى حرق عباءة نظام ولاية الفقيه والإطاحة بالطاغية.
مصدر: افتتاحية موقع مجاهدي خلق