قـــراءة فــي الــصحف
البداية من صحيفة “شرق” الإيرانية المعتدلة التي نشرت مقالًا قالت فيه، “إن دور إيران تم تهميشه خلال اتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا إلى درجة أن الاتفاق أُطلِق عليه الاتفاق الروسي – التركي”.
وتساءلت كاتبة المقال نعمة أحمدي بالقول: “أين إيران بعد هذه التضحيات؟ وما هو دور الأسد في هذه الاتفاقية؟ نتمنى ألّا يكون قد تم تهميشنا مرةً أخرى؟”.
كما أشارت الكاتبة إلى أن روسيا أخذت المبادرة، واصطحبت معها تركيا، حيث تنوي إطلاق مفاوضات -بمشاركة المعارضة السورية- في عاصمة قرقيزستان.
بدورها عنونت صحيفة “سياست روز” الحكومية الإيرانية، “اتفاق روسيا وتركيا همَش دور إيران في سوريا”.
قالت الصحيفة إن الاتفاق الروسي ـ التركي همّش دور طهران في سوريا، وخدم المعارضة السورية المسلحة، حسب وصفها.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها، أمس، وفق ما نقلت قناة “العربية”، تحت عنوان “تواطؤ تركي روسي حول سوريا”، إلى أنه “يجب الانتباه إلى أمر هام ومثير للريبة، وهو أن وقف إطلاق النار في سوريا يتم في وقت يرى فيه مراقبون أن مكانة إيران همشت في الاتفاق الروسي ـ التركي”.
ورأت الصحيفة المقربة من التيار الأصولي المتشدد في إيران أن “الطرفين “روسيا” و “تركيا” أجريا مقايضة حول سوريا على حساب طهران”، وتساءلت: ” لماذا تم تجاهل دور إيران في هذا الاتفاق رغم كل ثقلها في المعادلات الإقليمية؟”.
كما أبدت الصحيفة قلقها حول تبعات الاتفاق، خاصة بنوده التي تنص على ضرورة خروج كافة المجموعات غير السورية من البلاد، وهو مطلب تركي أصرت أنقرة على إدراجه ضمن الاتفاق مع روسيا.
وقالت: “قوات محور المقاومة لم تدخل سوريا حسب طلب تركيا لكي تخرج بطلب منها وتترك الشعب السوري وحكومتها مع مجموعات إرهابية في حالها وحيدا”.
ومن زاوية أخرى قالت صحيفة “دي برس” النمساوية، “إن روسيا لا يمكنها القبول ببقاء بشار الأسد على رأس الحكم في سوريا”.
وأضافت الصحيفة واسعة الانتشار أن روسيا باتت تدرك صعوبة أن يقود نظام بشار الأسد عجلة إعادة بناء الدولة؛ نظرا لأن العمليات الحربية تسببت بالكثير من الشروخ والكراهية.
ويقول التقرير، الذي سلط الضوء عليه موقع “روسيا اليوم”: “روسيا أمنت إلى حد كبير في مساندتها القوات السورية تفوقا عسكريا، ونرى أن عجلة الحرب توقفت، وبدأت في الأفق مبادرات وقف الأعمال القتالية والانتقال إلى حل سياسي”. ولكن، روسيا لا يمكنها البقاء في “الحرب الأهلية السورية” لمدة طويلة، وحتى مع تلاشي آمال المتمردين في السيطرة على الوضع، لكن موسكو تريد دولة مؤسسات طويلة الأمد، وهذا غير ممكن.
وتعتقد الصحيفة أن سبب نظرة موسكو تلك هو “حجم مشاعر الانتقام التي بات يكنها قسم كبير من السوريين؛ لذا، فمن الطبيعي أن يبدأ البحث عن تبديل تدريجي لحكم الرئيس الأسد”، وفق الصحيفة النمساوية.
وتضع الصحيفة سببا آخر لا يقل أهمية عن الأول، وهو “احتمال أن تجد موسكو نفسها في موقع ثانوي، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الطموحات الإيرانية في أن تصبح الدولة الإقليمية الأهم، وذلك من خلال نفوذها وتحركاتها في سوريا، وطبعا بالتنسيق مع السلطات السورية”.
وتناول تقرير الصحيفة مسألة انتخاب أمين عام جديد للأمم المتحدة، مشيرة إلى أنه “سيضع خطة جديدة لمفاوضات جنيف، التي تسبقها مفاوضات في أستانا، وسيحاول بكل طاقته أن تكون نتائج العملية السياسية في سوريا مناسبة للجميع، ما يفتح الباب لحلول وسط كثيرة”.
الـمركز الـصحفي الـسوري_صـحف