أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية “حميد محمدي” أمس السبت، عن إرسال المزيد من الإيرانيين والشيعة في العالم لزيارة المراقد الشيعية في سوريا بعد أن أمنت إيران ملاذاً آمناً لهم.
لم تكن مظاهر التشيّع ملحوظة في سوريا قبل تسلّم رأس النظام “بشار الأسد” للسلطة في عام 2000 إلّا أن هذه السياسة كانت متّبعة منذ عهد حافظ الأسد، ليبدأ السوريون ملاحظة توافد زوار إيرانيين إلى سوريا بشكل غريب وخاصة إلى منطقة السيدة زينب والجامع الأموي في دمشق، ليبدأ هؤلاء الزوار بعمليات البكاء والنحيب بعيداً عن المظاهر التي باتت ملحوظة في بعض الشوارع والأحياء الدمشقية من لطم وتعذيب للجسد، ولربما يذكر البعض الرحلات التي تم تنظيمها لبعض السوريين إلى إيران لزيارة المراقد المقدسة هناك إلّا أن ذلك لم يدع للريبة آنذاك.
مع بداية الثورة السورية بدأت تتكشف خطط نظام الملالي الإيراني بتحويل سوريا إلى إقليم جديد يضمه إلى إيران؛ لإعادة بناء الإمبراطورية الفارسية السابقة، فقد تم الكشف منذ بداية الثورة السورية عن وجود قناصين إيرانيين في معظم المناطق يستهدفون المتظاهرين في ساحات الحرية، ليتم بعدها إعلان إيران عن توجهها إلى سوريا لحماية الأماكن المقدسة فقط وبهذه الذريعة فتحت خط الطيران لحرسها الثوري والميليشيات الشيعية الأخرى للقتال في سوريا بعد إغرائهم بالمال.
لتبدأ بعد ذلك سلسلة التدخلات المتزايدة وانتشار مظاهر التشيع حتى في الشوارع الدمشقية وعلى مرأى ومسمع أهالي دمشق، ولم يتوقف الأمر هنا بل قامت الميليشيات الإيرانية بالاستحواذ على مناطق خاصة بها وسط العاصمة دمشق بما فيها حي الشاغور الدمشقي.
ليأتي أمس السبت, وبصراحة تامة أن إيران قد هيأت الظروف لاستمرار انتقال الزوار الشيعة إلى سوريا لزيارة المراقد المقدسة للبكاء على الأضرحة واللطم على الجسد وغيرها من الممارسات الأخرى التي انتشرت في مناطق سيطرتهم وامتدادهم على طول الأرض السورية.
فقد كشف, أمس السبت, رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية ” محمدي” في تصريحات صحفية “إن منظمة الحج والزيارة الإيرانية درست بشكل كامل الأوضاع الأمنية في سوريا، وقررت استئناف الرحلات لإرسال الزوار الإيرانيين إلى هذا البلد لزيارة المراقد الشيعية المقدسة”, مشيرا إلى أن “إيران وضعت خطة لضمان أمن مواطنيها في سوريا”, مرجحًا أن “يتم إرسال أول دفعة من الإيرانيين الراغبين بزيارة المراقد الشيعية في سوريا بأقرب فرصة ممكنة”، على حد قوله.
يأتي هذا الإصرار الإيراني على تملّك سوريا على الرغم من الرفض الأمريكي الروسي لذلك طمعاً بالثروات الباطنية التي تم اكتشافها مؤخراً في المنطقة التي تدعوها روسيا “بسوريا المفيدة”، ليبقى التساؤل هل ستتحول أقدم عاصمة في التاريخ إلى مدينة إيرانية في ظل الصمت العربي؟.
المركز الصحفي السوري – سامر أشقر