ضمن مخططات إيران في سوريا التي تهدف للسيطرة على الأرض ونهب الخيرات، ماتزال إيران تعبث بمقدّرات السوريين، وقد عمدت مؤخرا إلى تنفيذ مخطط جديد في سوريا بهدف السيطرة على الأرض ونهب الخيرات، فما هذا المخطط؟ وماذا فعلت؟
بحسب مصادر محلية فقد عمدت إيران مؤخّرا إلى ضخ كميات كبيرة من الدولار المجمّد في المناطق التي تسيطر عليها في دير الزّور والرقة، عن طريق مكاتب صرافة مرتبطة بها بشكل مباشر.
فما هو الدولار المجمّد؟ وكيف قامت إيران باستبداله؟
هو عملة حقيقية غير مزوّرة، حُصِل عليها نتيجة السطو على عدد من البنوك في العراق وليبيا، فقامت وزارة الخزانة الأمريكية بتعميم أرقامها، وألغت قيمتها، ففقدت هذه الدولارات قيمتها بشكلٍ تام، ولم تعد تُصرف في البنوك الرسمية، وإنّما تُضخُّ في السوق السوداء بنصف قيمتها تقريبا.
وبحسب “دنيا الوطن” فقد ظهر مصطلح الدولار المجمّد لأوّل مرة خلال حرب الخليج الثانية، بعد اجتياح العراق للكويت، والسيطرة على ملايين الدولارات من البنوك الكويتية، فجُمِّدت أرقامها التسلسلية من قبل أنظمة مالية غربية؛ لمنع تداولها.
ذكرت تقارير صحفية عدّة وصول كمية ضخمة من دولارات ليبيا المجمدة إلى لبنان قادمة من ليبيا، إضافة إلى الأموال التي استحوذت عليها ميليشيات إيران من البنوك العراقية إبّان سقوط حكم صدّام حسين، عقب الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.
استغلت إيران هذا الأمر لصالحها، ونهشت جسد السوريين من جديد بالسيطرة على مقدراتهم من خلال استبدال تلك الدولارات المجمدة في الأسواق السورية.
فكيف قامت إيران بعملية غسيل الأموال تلك؟
بحسب المصادر، فقد أغرقت إيران الأسواق السورية بمنتجاتها، وأفاد أحد الناشطين أن أغلب المواد الغذائية الموجودة في أسواق ريف دير الزور الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” هي بضاعة إيرانية قادمة من مناطق سيطرة النظام عن طريق المعابر النهرية غير النظامية مع مناطق سيطرة النظام السوري على الضفة المقابلة من نهر الفرات.
اضطرّ التّجار إلى شراء البضائع الإيرانية بالدولار، وما كان منهم إلا أن توجّهوا إلى مكاتب الصرافة المرتبطة بشكلٍ مباشرٍ بإيران، فباعتهم الدولارات المجمّدة، واشترت منهم الدولار ذا الرصيد.
ولاتنتهي العملية عند هذا الحدّ، بل تقوم مكاتب الصرافة بنقل الدولارات إلى البنوك الإيرانية؛ ليتمّ غسيل دولاراتها المجمّدة في بنوكها عبر استبدالها بالدولارات التي يتمُّ الحصول عليها من المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني الناشطة في مناطق سيطرة النظام، ولاسيما في مناطق شرقي سوريا.
هكذا تقوم إيران بالعبث بمقدرات السوريين، وبسط نفوذها وسيطرتها؛ تحقيقا لأهدافها في المنطقة في تشكيل الهلال الشيعي، ولا سيما في سوريا التي تشكّل حلقة الوصل بين إيران وميليشيا “حزب الله” التي تعد ربيبة إيران المدللة في المنطقة.
فإلى متى سيستمرُّ عبث إيران بمقدّرات السوريين؟ وإلى متى سيدفع الشعب السوري ثمن أطماع العالم أجمع في أرضه السّليبة؟
ظلال عبود
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع