تعرّف اللبنانيون أمس الى السفير الايراني الجديد الذي تم تعيينه في بيروت. فقد التقى وزير الخارجية الايرانية، حسين أمير عبداللهيان، السفير الايراني مجتبى أماني، قبيل توجهه إلى لبنان لتسلم مهامه.
اماني عيّن في السابق كرئيس لمكتب رعاية المصالح الايرانية في العاصمة المصرية القاهرة وشغل هذا المنصب لمدة 9 أعوام، وسيخلف أماني في بيروت محمد جلال فيروزنيا الذي كان سفيراً لإيران منذ عام 2018. والسفير أماني من مواليد 1963 وقضى 9 أعوام من خدمته في صفوف وزارة الخارجية الايرانية، في مصر، وكان قبل ذلك مساعداً لمدير مكتب الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية الايرانية.
لكن الاهم من السيرة الذاتية للسفير الجديد، هي المواقف التي رافقت لقاءه بعبداللهيان والتي بدت كتعليمات اليه، بأولوية ابقاء بيروت ساحة من ساحات النفوذ الايراني في المنطقة، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
فأثناء اللقاء الثنائي، أكد رأس الدبلوماسية الايرانية “ضرورة الاهتمام بالعلاقات الاستراتيجية بين ايران ولبنان والعمل على تطوير شتى مجالات التعاون مع لبنان”.
وقدم السفير أماني للوزير عبداللهيان شرحاً عن أجندته في لبنان، مؤكداً أن “التعاون مع الحكومة اللبنانية وجميع الطوائف والاطياف السياسية المختلفة يندرج ضمن اهم المهام لديه”.
هذا في العموميات. اما في “الجوهر” المختصر والمفيد، فقد تم التأكيد في هذا اللقاء، وفق قناة العالم الايرانية، على “أهمية لبنان باعتباره دولة في الصف الامامي للمقاومة امام الكيان الصهيوني”.
ايران تنظر الى لبنان اذا، كجبهة متقدمة لها، او كمشاع خاضع لسيطرتها، يمكن ان تتصرف فيه ساعة تشاء، وعندما تقتضي مصلحتها ذلك، لتوتير الاوضاع مع اسرائيل، وذلك من خلال حزب الله الذي تسلحه وتموّله منذ عقود.
لا سيادة للدولة اللبنانية على جنوب اراضيها، تتابع المصادر، ولا على حدودها، ولا قرار لها في تحديد موقعها الاستراتيجي، بل طهران حسمتها سلفا: بيروت في الخندق والجيب الايرانيين، وعليه، فهي في الضفة النقيضة لأشقائها العرب.
هذا ما تعنيه عبارة لبنان “دولة في الصف الامامي للمقاومة امام الكيان الصهيوني”. واذا صمت لبنان الرسمي عن هذا الكلام، ولم يُستدعَ السفير الايراني الجديد فور وصوله الى بيروت، الى الخارجية، للاحتجاج على هذا الموقف، فهذا يعني ان المنظومة راضية بتصنيفها في الصف الايراني.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع