بقلم:ممدوح ناصر
لاتبدو إن مرکب الانتخابات الايرانية القادمة للبرلمان و مجلس الخبراء سترسو على بر الامان بعد أن تتداخلت الاحداث و التطورات و تشابکت الامور و تصاعدت شقة الخلاف و المواجهة بين الجناحين الرئيسيين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وترجح العديد من الاوساط بأن الصراع قابل للمزيد من التطور و الاحتدام.
الجناحان الرئيسيان في طهران، يشغلهما الصراع المحتدم المتصاعد بينهما عن الاوضاع المزرية في البلاد و التي تسير من سئ الى أسوء و مع إنعدام الفرص المتاحة لإيجاد حلول للمشاکل و الازمات الحادة التي يعاني منها النظام أساسا و التي يدفع ثمن تبعاتها الشعب الايراني، فإن الجناحان يضعان في أولويتيهما حسم موضوع الانتخابات و إلحاق الهزيمة بالطرف الآخر مهما کلف الامر.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يبذل مابوسعه للظهور بمظهر النظام الديمقراطي الذي تحظى مٶسساته التشريعية و التنفيذية و القضائية بالاستقلالية في إتخاذ القرارات، لايبدو إن مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على تحديد و تزکية المرشحين للإنتخابات، يٶدي دوره بتلك الصورة الحيادية التي يتطلبها أي نظام ديمقراطي و عدم الانحياز لطرف أو جهة دون أخرى، إذ يبدو واضحا بإن هذا المجلس الذي يتم تعيين أعضائه من قبل المرشد الاعلى للنظام ومن قبل مجلس القضاء الاعلى الذي يعين أعضائه أيضا المرشد الاعلى نفسه، ينحاز لجناح المرشد بکل وضوح، خصوصا بعد إقصائه و حذفه لأغلبية المرشحين للبرلمان بالاضافة الى حذفه لحسن الخميني من قائمة المرشحين لمجلس الخبراء وهو مايعتبره المراقبون تطورا خطيرا في سياق الصراع و التنافس و شروع جناح خامنئي بالتکشير عن أنيابه.
المعارضة الايرانية النشيطة و المتواجدة على الساحة الايرانية و المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، أکدت بأن’إقصاء غالبية المرشحين المنافسين تضرب القاعدة الشعبية للنظام بقوة، وسيتحول هذا الامر الى صراع قاتل في هرم السلطة الدينية الحكمة في ايران سيسرع في اسقاطه’، کما جاء على لسان محمد محدثين الشخصية القيادية البارزة في هذا المجلس، وهذا الرأي يمکن الاعتداد به و أخذه بنظر الاعتبار في ضوء الاحداث و التطورات في الواقع الايراني الذي يواجه الکثير من الانقسامات و الاختلافات و المشاکل و الازمات، خصوصا وإن الشعب الايراني و بحسب الکثير من الادلة و القرائن، لم يعد يأبه بهذه الانتخابات التي لاتقدم و لاتأخر وانما تسعى لإبقاء النظام لفترة أطول، و من الممکن جدا أن يدخل طرفا في صناعة الاحداث في إيران في حال بروز أي تطور غير عادي، خصوصا وإن إيران و کما نرى مقبلة على جولة إنتخابية قاتلة.