هكذا هو الحال عندما يمنحك ممثلك السياسي، بطاقة خضراء (كرت بلانش ) لتمارس فنك, الذي كان أحد أسباب موت السوريين عندما أيد نظاما مهووسا بالقتل وقرر المنتمون إليه التمادي أكثر, دموع التماسيح ووجوه مكفهرة حزينة, تمثل مشاهد تقطع القلوب التي تحجرت, أو هكذا ظنوا من تربوا تحت جناح النظام, نظامهم الأسدي الذي قتل الشعب الذي يمثلون حكايته, إذ قرر فنانو الأسد تكريس مدرسة التمثيل والتضحية الفنية لخوض تجربة كانت من أكثر ما مر على الشعب السوري إيلاما, تجربة شردت الملايين, وجعلت القاصي والداني يروي الحكاية التي لم تنته، مئات الشعب الذين ما زالوا يطعنون به في تشريده وغرقه وذله وخنقه, كانت التمثيلية هذه المرة مقززة لدرجة القرف و مستبيحة الإنسانية في أبشع تماد في السنة الجديدة, مسلسل مدرسة الحب الذي كان من إخراج هواة للدمار ولم يعرفوا أن التمثيل بات باهت المعالم وأن المسرحية غرقت في هوة الإنسانية كما غرق ( بلم ) المشهد الفاضح لنظام ما زالوا يرتعون في كنفه ويأكلون ويبجلون فيه متناسين أنه هو من أغرق كل لاجئ وقتل كل طفل وحرق كل حلم لسوري خارج وداخل سوريا,( أمل عرفة وزهير عبد الكريم) وطائفة فنانين, عريقة في التشبيح كانت وجوههم بائسة إنما كان الزيف سيد الموقف في البرومو الخاص بالمسلسل الذي يطبل له أسياده وعبيده من المصفقين المتجردين من كل ذرة للكرامة والمتباهين أن رئيسهم المفدى شرد وقتل وعاث فسادا حتى أصبحنا (سيرة الناس ) وأغنية يتغنى بها كل من أراد الاستشهاد بحكاياتنا, الغريب أن هذه الفئة هي نفسها التي خونت من وقع على حصار درعا, وسلبتهم كرامتهم التي حرم الجيش منها, وهم ذاتهم أيضا من يقول أن روسيا حامية الحمى وأن حزب الله ما زال الحزب المدافع عن الشعوب العربية والممانعة الوحيدة من القوميات الآبدة!!
تقول الفنانة لويز كريم على صفحتها وهي الإنسانة و الفنانة المعارضة والتي دفعت ثمن موقفها الإنساني الكثير عن المسلسل (كاتب و مخرج و عاملين و ممثلين كل واحد فيهم نجم، صفقوا للأسد لتزداد نجوميتهم و يفرقعوا, و هلق بيمثلوا أنهم ماتوا بالبلم، ما سألوا حالهم مين السبب بهالتشريد, كلو, المهم بيمثلوا و بيقبضوا، هني نفسهم وقعوا على قرار تضامنهم مع شركات الإنتاج مشان يمنعونا من العمل وقت وقعنا ( هالكم حدا منطلع شي تسعة ممثلين )على بيان فك الحصار عن درعا, نحن تشردنا
و هني هلق بيصوروا بحضن الوطن و بيبكوا ( تمثيل ) و نحن منبكي دم, و القطعان بيصفقولهم).
نعم هو هذا إذا التصفيق والتلميع والعيش فوق قبور وطن قتلوه ببرود والآن هم بريئون براءة الذئب من دم يوسف, وما علينا إلا أن نصدق كما سيصدقهم كل مأفون ومتعاط وخانع, علينا أن نستلهم منهم العطاء والعوز والحاجة لوطن، وأعطوا الرئيس حق إدارته كشركة ومزرعة باع فيها ما باع وقسم فيها ما قسم, هل يجدر الآن أن نطالب بأوسكار أم غولدن غلوب، لأأفضل ممثل “منحكبكجي” استطاع عكس واقع ضحاياه, أفضل مخرج عكس واقع من شجع على قتهلم وإنتاج ضخم كان ألأ أجدر به أن يقول حقا أو ليصمت !!.
كنا متوقعين كشعب سوري, أن تكون المسلسلات السورية بعد الثورة مقسومة نصفين, أن تظهر مرة في الظل ومرة في النور , ولكن بالتأكيد إن شعبا رأى ما لم تره عين من الكذب والتضليل لم يدرك أنه ولهذه الدرجة,( أنو الخجل مطلوب و أنو اللي استحوا ماتوا ) رغم كل شيء!!!.
المركز الصحفي السوري – زهرة محمد