علقت افتتاحية الإندبندنت على مأساة حلب بأنها تفوق الوصف وأنه يصعب التصديق بأنه قبل أشهر قليلة فقط بدت القوى الغربية وروسيا كحلفاء في الصراع السوري متحدين ضد تنظيم الدولة ولديهم رغبة واضحة في وضع حد لهذا الصراع الممتد.
وأيدت الصحيفة رأي جونسون بضرورة الإبقاء على فكرة القيام بعمل حركي في حلب -إشارة إلى تدخل عسكري- قيد النظر، لكن المشكلة الأكبر لبريطانيا وحلفائها هي أن التهديدات المبطنة بتدخل عسكري ليس لها وزن يذكر في موسكو أو دمشق.
وفكرة أن الولايات المتحدة وغيرها يمكن أن تنشئ منطقة حظر طيران من جانب واحد أقرب إلى ضرب من الخيال منها إلى الحقيقة لأن محاولات القوات الجوية الأميركية وغيرها لإبقاء القاذفات الروسية والسورية على الأرض إما أنها سوف يجري تجاهلها أو سوف تؤدي إلى مواجهة حقيقية.
وبالمثل فإن إمكانية تعقب وتدمير طائرات النظام المسؤولة عن إسقاط البراميل المتفجرة تحمل مخاطر كامنة بهجمات انتقامية من قوات الأسد أو حلفائه، والأمن العالمي محفوف بالمخاطر بما فيه احتمال مواجهة مسلحة بين روسيا والغرب.
وأشارت الصحيفة إلى خيارات أخرى يمكن أن تناقش، منها زيادة الجهود الإنسانية وتحسين مراقبة الطلعات الجوية التي تنفذها المقاتلات الروسية وإصدار تحذيرات لسكان حلب بناء على ذلك عندما تكون هناك مظنة هجوم وشيك.
وعلقت الصحيفة بأن لب المسألة هو أن المعارضة الدولية للأسد ليس لديها الإرادة لاتخاذ الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يكون فعالا ضده في النهاية، ألا وهو هجوم عسكري كاسح.
وهذا يعكس جزئيا افتقاد الشعوب في أميركا وبريطانيا وأماكن أخرى لحماسة التورط في حرب أخرى بالشرق الأوسط، وكذلك لأنه لا توجد ضمانات بأن إسقاط الأسد الآن سيجعل الوضع أفضل، فقد تزداد الأمور سوءا بسهولة وتتحول من حرب شرسة بالوكالة إلى مواجهة عالمية.
وختمت الصحيفة بأن المهمة عسيرة وسوف تتطلب كل ما يمكن من الضغط الدبلوماسي الذي يمكن أن يستثمره الغرب والأمم المتحدة، وخاصة بشأن روسيا، إذا لم يقدر لسكان حلب المحاصرين فيها أن يبادوا تماما كما يفعل بمدينتهم.
الجزيرة