ركزت افتتاحيات ومقالات الرأي لبعض كبريات الصحف البريطانية اليوم على أهوال الحرب فيسوريا والموقف الروسي المتعنت منها وتداعيات ذلك على حروب المستقبل.
وتساءلت الصحيفة: هل الدرس المستفاد من تدخلات الغرب الأخيرة، الكارثية عادة، في العالم العربي تفرض عليه تقليل تورطه في سوريا بحصره في الضربات الجوية، كما هي الحال، أو المضي قدما ضدتنظيم الدولة الإسلامية؟ وفي هذه الحالة هل يجب على القوى الغربية أن تتحالف مع الروس أو تتجنبهم وتعاملهم بوصفهم عصابة من مجرمي الحرب؟ وأشارت إلى أن مثل هذه الأسئلة ليس لها إجابة مباشرة عادة.
ورأت الصحيفة أن هناك درسا آخر ينبغي على روسيا أن تتعلمه من تاريخ صراعها في أفغانستان وهو أنه مهما كان حجم القصف الذي تقوم به في سوريا، فإنها لن تتمكن في نهاية المطاف من وقف تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) والجماعات الثورية الأخرى من طرد الأسد من السلطة أو على الأقل حرمانه من أي سلطة تتعدى محيط قصره الرئاسي في دمشق، ولن تستفيد روسيا من سياستها هذه.
وختمت بأن القضايا الكبرى في سوريا، بالنسبة للغرب ولروسيا، مثل الحاجة لدحر التنظيمات المتشددة التي ترهب العالم والأزمة الإنسانية المروعة، تظل كما هي كبيرة وعاجلة مثل أي وقت مضى.
ومن جانبها أشارت تايمز في افتتاحيتها أيضا إلى الفظاعات التي يرتكبها فلاديمير بوتين وبشار الأسد فيحلب، وقالت إن فرض منطقة حظر جوي ليس هو الحل، وإن الأفضل هو ملاحقتهما كمجرمي حرب.
وألمحت الصحيفة إلى أن الأهوال التي تتكشف في ما كانت أكبر مدن سوريا ترقى إلى أن تكون بين الأسوأ خلال القرن الماضي، كما حدث في قرية غرنيكا بإقليم الباسك عام 1937 على أيدي ألمانيا النازية.
وقالت الصحيفة إن بوتين لا ينقذ نظام الأسد في حلب فقط، بل يذكّر العالم وشعبه بكيفية تأكيده للسيطرة عندما تريد الهيمنة الروسية تبريرها. وأضافت أنه يسخر من القانون الدولي ومجلس الأمنعندما اعترضت بلاده على قرارات تدعو لضبط النفس في سوريا خمس مرات خلال خمس سنوات.
وختمت بأن من السذاجة أن نتوقع حدوث تحول مفاجئ في موقفه أو موقف الأسد، لكن الأدلة ضدهما تتزايد يوما بعد يوم.
أما مقال غارديان فقد لخص المعاناة في سوريا بأنه إذا لم يتحرك العالم الآن فإن كل الحروب في المستقبل قد تكون مروعة مثل حلب، وأن الأمر يحتاج إلى أكثر من مجرد الكلمات من الأمم المتحدة لإنهاء هذه الفضيحة.
الجزيرة