المركز الصحفي السوري
إبراهيم الإسماعيل 22/6/2015
إلى متى ستظل الثورة يتيمة وحيدة، كم من الوقت يحتاج بعض الناس إلى معرفة الحقيقة، وكم من الوقت يلزم البعض الأخر ليعرف أنه يستغل لصالح من يعمل.
هنا سوريا وهنا ولدت الثورة ومن هنا انطلقت، لتثمر وتزهر ولكن مع كل من دخل فيها ومع كل العالم الذي وضع يده فيها، أصبحت يتيمة ضائعة تعتمد على أفكار ومطالب ألاف الناس والجهات الخارجية، فقد أصبح كل فصيل مسلح يعمل حسب أوامر داعميه، فاختلفت المطالب وتعددت وظهرت الخلافات بين هذه الفصائل التي ينتمي كل منها لجهة معينة، وهم بالأساس أبناء وطن واحد وبلد واحد ولكن انحراف التفكير عن ما كان حين انطلقت الثورة وتغير المواقف أدى إلى تأخر صمود النظام إلى الأن.
وطريقة الكثير من الناس الخاطئة في التفكير بالماديات والمناصب وغيرها، دفع النظام إلى العمل بجد لكسب هؤلاء وتقديم لهم الأموال والوعود، حيث سيطر على عقولهم بشكل كامل حتى أنه في النهاية كسب الكثير منهم وهم في تزايد مستمر بسبب طمعهم وجشعهم الا متناهي.
وقد عمد هؤلاء الذي يمكن القول عنهم بالخونة والمخبريين، إلى التعامل مع النظام بشكل كامل، وقد استخدمهم النظام في كثير من الأمور المهمة، مثل تحديد مواقع لكتائب الثوار والاجتماعات وغيرها من أماكن التجمعات.
غير ذلك فهم يلقنون النظام معلومات تفصيلية من حولهم عن كل ما يهم النظام، وعن كل التحركات والتخطيطات وعن كل ما يجري في مناطق تواجد هؤلاء العملاء.
ومن دون هؤلاء من أين للنظام ن يعرف ماذا يجري في هذه المناطق المحررة أو مناطق سيطرته، فهو لديه معلومات تفصيلية يمكن أن تكون أكثر من تواجدها عند أهل هذه المناطق نفسهم فإلى متى سيبقى هؤلاء؟
إلى متى ستبقى كتائب الثوار مفرقة ضعيفة إلى متى؟
متى ستتوحد صفوف المقاتلين وتفكيرهم في هذا الشعب الفقير المشرد المهجر، متى سيصبح هؤلاء يد واحدة تحت راية واحدة، ضد من يقتل الشعب السوري في كل يوم وفي كل وقت، أما آن الأوان ليستيقظ الشباب وتتفكر العقول وتعرف الصحيح، وتنقذ من تبقى من الشعب السوري الذي غزا العالم بالهجرة، من شدة ظلم النظام الحاقد الذي لم يدع سلاحاً ولا تجارةً ولا شيئ إلا وجربه في هذا الشعب الذي لم يجد طريق لسبيل العيش.
متى ستتخلص سوريا مما تعيشه من قتل يومي ودمار يومي وغلاء فاحش بكل الأسعار، متى سينتهي التهجير والقمع بكل الأسلحة المسموحة والمحرمة دولياً، متى ستعود الحياة السورية لسوريا المدمرة المخربة، ويعود الخير وتعود سوريا خضراء من زراعتها، متى ستروى الأرض بعرق الفلاحين والشباب بدلاً من دماء الأطفال والنساء والرجال.
عندما يستيقظ كل حر شريف ولا يصمت بوجه الظلم والحاقد وأشباح الثورة الذين دفنوها، عندما تتوحد الكلمة وتتوحد القلوب، عندما نفكر بسوريا لا بغيرها من شهوات الحياة، عندما عندما نضع كل العام الخارجي وراء ظهورنا ونعتمد على الله ثم أنفسنا المؤمنة حينها سينتهي الظلم مع الظالمين ونتخلص من قمامة النظام وأذنابه، حينها ستعود سوريا بلد الحياة بلد الأمان ويعود كل سوري هجر منها إليها، لنبني سوريا من جديد بعد ما رويت بدماء رجالها ونسائها وشيوخها الأبرياء.