المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 30/12/2014
قبل الثورة كان الشاب السوري بعد أن يقضي في الدراسة الجامعية سنيناً، كان عليه الالتحاق بالخدمة العسكرية، وهذا التوقيت الصعب للخدمة العسكرية إضافة لفترتها الطويلة هو الوقت الذي يبدأ به الشاب بتكوين مستقبله، ومشكلة البطالة، ليغرق بعدها في مشاكل الحياة المادية والسكن، يمر العمر ويصل إلى مرحلة يصبح خيار الزواج صعب ومعقد، هذه الأسباب وغيرها ساهمت برفع سن الزواج عند الشباب، الذي بات يتراوح بين 30 و40 سنة عند خريجي الجامعات.
أما الآن في ظل هذه الظروف الصعبة، التي تمزق سوريا منذ أربع سنوات، جعلت أنماطا اجتماعية مختلفة تغيرت معها كثير من الأعراف والتقاليد ولعل أهمها على الإطلاق عادات الزواج. إن الأزمة الحالية جاءت لتغير الكثير من مفاهيم مجتمعنا حول البذخ في حفلات الزفاف، وغلاء المهر، وتأمين البيت ومستلزماته، فاليوم كل ما تطمح إليه الفتاة شاب في زمن قل فيه الرجال بسبب آلة القتل الممنهجة من قبل النظام، فالأمر لا يتطلب لا مهر ولا بيت ولا خطبة ولا هدايا ولا التزامات بفرش بيت وكسوته.
هذه الظروف جعلت الشباب يقبلون على الزواج خاصة في هذا العام، الشاب”ضياء”29 عام، من ريف إدلب الجنوبي مقاتل في أحد فصائل الجيش الحر يقول: لقد إنتظرت ثلاث سنوات وأنا على أمل بأن تتحسن الظروف وتنتهي الثورة بإنتهاء هذا الظالم”بشار” لكي أتزوج وأكون أسرة، لاكنني رأيت أننا نتقل من سيئ إلى أسوء ولاندري متى سوف ينتهي هذا الوضع الذي نحن فيه، فقررت الزواج، وتزوجت من أحد فتيات الحي، أهل الفتاة لم يشترطوا عليّ أي شرط، لا ذهباً، ولا أثاث بيتً ولاغرفةَ نومٍ من خشب الحور ولا وبرّاداً ولافرناً، ولا غسالة أوتوماتيك أو حتى عادية، هذه التجهيزات الآن تكلف أكثر من 600 ألف ليرة سورية ولا أملك هذا المبلغ، وإن إشتريتها سوف تكون عرضة للدمار بأية لحظة لذلك تجاهلنا هذه الأمور كلها. والزواج لم يعد الشئ المكلف كما كان في السابق لذى هناك إقبال شديد من الشباب على الزواج، وفي هذه الأيام قد اضطر المجتمع للتخلي عن الكثير من هذه الأمور المكلفة، وأكثر ما بات يتردد اليوم هو عبارات تؤكد ضرورة استمرار الحياة وتدعو للزواج وتؤيده، والزواج سنة الله في خلقه كي لا ينقطع النسل البشري.
ومن ناحيةٍ أخرى البعض يستنكر الأمر في هذه الأيام العصيبة، ويدعو لانتظار أن تتحسن الظروف، بسبب النزوح وقلت المسكن والفقر، “سالم”شاب 27 عام يقول، البيت مسؤولية والتزام ومصروف، وفي هذه الظروف الصعبة لانجد ما نكله، فإن تزوجت وأصبح عندي أولاد سوف تكون حياتي قاسيةٌ جداً لذى لا أحبذ الزواج في هذه الظروف.
وبيقى هذا بين تلزمه الظروف، وراغب تمنعه الأحوال.