حاولت قوات النظام منذ بداية الثورة السورية كسب الشعبية الكردية لصفه, وإبرام الاتفاقات معهم لإبعادهم عن الانخراط بالثورة السورية, على الرغممن التحركات في المدن والقرى الكردية في بداية الثورة التي هتفت للثورة, وسميت أحد الجمعة باسمهم “أزادي” أي الحرية.
ولكن لم يكن هدف الخروج بالثورة من أجل الحرية فقط بل السعي لتحقيق أهداف لم تسمح لهم الظروف فيها سابقا, ربما كان أهمها تشكيل دولتهم المنشودة بعد الرفض الدولي لها, ولكن لم يكن النظام حينها ينظر بهذه الأبعاد إلا بعد تجسيدها في مدينة الحسكة أخيراً وتقدمها بدعم من التحالف على طول الشمال السوري لاسيما منبج والسعي للسيطرة على الباب وجرابلس ولا يبقي أمامها سوى إعزاز ليصبح الشمال السوري من الحسكة لشمال حلب تحت سيطرتهم, علماً أنها حاولت تلك القوات مراراً إعلان الفيدرالية التي قوبلت بالرفض وخاصة من تركيا.
وتوجه إعلام النظام للطعن في حليفه لحد ما, والمهادن منذ بداية الثورة بعد طرده من مدينة الحسكة واصفاً إياها بعبارة (الخطأ القاتل) قائلاً ” كُنا جميعاً قد شعرنا بالفرح والغبطة عندما تمكن السوريون بمختلف انتماءاتهم من تنظيف الحسكة من تنظيم الدولة وغيرها من التنظيمات التكفيرية حسب تعبرهم، وهي المحافظة المعروفة بتنوع مكوناتها، وبالعيش المشترك وبنمطها السوري المعروف، ولكن هذه الفرحة، والغبطة لم تدم فترة طويلة لأن هناك متطرفين يحلمون باقتطاع جزء من الأرض السورية بحجة مظالم، ومطالب لا تبيح لأحد في الكون أن يأتي تحت هذه اللافتة ليعلن اقتطاعاً للأرض، وفرضاً للأمر الواقع أمام عيون السوريين جميعاً من دون أن يناقشهم، أو يحاورهم أو يستند إلى أي أساس دستوري، أو شرعي، أو قانوني سوى منطق الانتهازية الرخيصة، وقوة السلاح، والدعم الأميركي الغربي المكشوف، والمفضوح”.
لينتقد الإعلام السوري أخيراً ذلك تحت شعار “عدم المساس بوحدة سورية الوطنية”, قائلاً لهؤلاء بوضع المظلوم والمطعون بالظهر ” لماذا نزعتم العلم السوري في كل مكان؟ ولماذا وضعتم علماً مفترضاً لما تسمونه «روج آفا» بدلاً منه؟ ولماذا طعنتم الجيش العربي السوري في ظهره، وهو المنتشر في كل أصقاع سورية دفاعاً عن وحدتها، واستقلالها؟ في حين أن من يدعون حماية الشعب والأرض يعملون لدى الأميركي- ومستشاريهم أميركان، ويحميهم الطيران الأميركي- فإلى أي مشروع وطني سوري ينتمي هؤلاء؟؟ هل يمكن لأي منكم أن يجيبني؟؟ وهل يريد بعضكم أن يفرض على أبناء سورية جميعاً إرادته، ومشروعه ويسرق ثروتهم الوطنية لأي المظالم- فالحسكة أيها السادة تحوي ثلثي النفط، والغاز السوري، وتنتج حوالي مليون طن من القمح، وتضم أكبر مصادر المياه، والسدود، والبحيرات- فعن أي مظالم تتكلمون، وأنتم تبتزون الدولة السورية في أقسى الظروف، وفي أقسى حرب يتعرض لها شعبكم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”.
ولكن بعد أن خرجوا عن طوعه تحت طمع تشكيل دولة تحضنهم, واجههم الإعلام بلسان حكومته الراعية لمصالح الشعب السوري حسب قولها” لقد سبق للحكومة السورية أن قالت مراراً، وتكراراً: إن كل القضايا التي تخص السوريين جميعاً قابلة للنقاش، ولن يكون الأكراد، أو غيرهم إلا جزءاً مساهماً، ومشاركاً في صنع مستقبل سورية الجديد لكن ليس عبر السلاح، والاعتداء على مؤسسات الدولة، وطعن الجيش العربي السوري في ظهره، والتعاون مع أميركا ضد الدولة، والمشروع الوطني السوري”.
وجاءت هذه التطورات على خلفية اشتباكات عنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردية وقوات النظام في مدينة الحسكة, تمكنت الأخير من بسط سيطرته شبه الكاملة على المدينة, وابرام اتفاق وتهدئة على حساب قوات النظام التي انحسر وجودها في المربع الأمني دون صلاحيات.
المركز الصحفي السوري- سالم البصيص