“الجيش السوري يتصدى لهجوم تشنه مجموعات “جيش الفتح” باتجاه “مناشر منيان” غرب مدينة حلب الجديدة، وجميع الجبهات بخير وخاصة الراموسة، وفشلت جميع هجوماتهم وعمليات السحق مستمرة، وأرجوكم ألا تنجروا وراء قنواتهم وكذبهم وفبركاتهم، جيشنا أملنا”.
بتلك العبارات يطمئن مراسل إعلام النظام السوري في حلب “شادي حلوة” أنصار النظام وداعميه أن جميع نقاط الاشتباك في حلب مازالت تحت سيطرة الجيش السوري، بعد إعلان الثوار بدء المرحلة الثالثة من فك الحصار عن مدينة حلب، لكسر الطوق الذي تفرضه قوات النظام منذ أكثر من 20 يوما.
وللإعلام دور كبير ومهم في نقل الوقائع والأحداث وتغطية المعارك في الجبهات التي تشهد اشتباكات، لمعرفة آخر التطورات، و كي يكون الإعلام منبرا وموضع ثقة يجب أن يتمثل بالمصداقية والشفافية والتوثيق، ومن يتابع أحداث حلب يجد تقدما واضحا لفصائل المعارضة في المدينة وريفها في المواقع التالية: بلدة الحويز وتلتها، وتلال أحد ومؤتة والمحبة، والمشرفة ومدرسة الحكمة ومساكن 1070 شقة وكتيبة الصواريخ بالإضافة لبعض المواقع من طريق الراموسة.
إلا أن إعلام النظام يرفض رفضا قاطعا الاستسلام والإقرار بالهزيمة التي تكبدها في حلب، ويعمل جاهدا على إثبات العكس رغم الدلائل والتوثيقات التي تبث فور تحرير أي نقطة جديدة من قبل الثوار، ويتوعد مواليه بالنصر القريب لدحر الإرهاب الذي يحاول النيل من وطنيتهم بحسب زعمه، متناسيا المجازر التي ترتكبها قواته بشكل يومي في المناطق الخارجة عن سيطرته بمساندة روسيا والميليشيات الشيعية والأجنبية التي تقاتل في صفوفه بعد أن خسر قسما كبيرا من جيشه خلال الفترة الأخيرة، فضلا عن اتباعه أسلوب الحصار والتجويع للضغط على تلك المناطق بغية استعادتها وإجبار ساكنيها على الخضوع له.
فقد إعلام النظام شرعيته ومصداقيته حتى عند مواليه منذ بداية الأحداث في سوريا وسياسته باتت واضحة ومكشوفة، وتعتمد بالدرجة الأولى على الاستخفاف بعقول السوريين وتشويه الحقائق بما يتناسب مع مصالحه، ولعل ماحدث في مدينة ادلب العام الماضي خير شاهد على ذلك، إذ أنهم استمروا حتى آخر لحظة بالتزييف وأن المدينة مازالت تحت سيطرتهم، لكن في الحقيقة لم يستطيعوا مقاومة المعركة أكثر من يومين وانسحب الضباط وكبار القادة منها تاركين خلفهم الشبيحة وعناصر الجيش الذين لاحول لهم ولاقوة، لتكون الحجة والمبرر لانسحابهم أن ماقاموا به حرصا على سلامة المواطنين، ليناقضوا أقوالهم بقصفها جوا بعد ساعات.
ومازالت المعارك والاشتباكات على أشدها في جبهات حلب، واعتبر كثير من المحللين السياسيين أن تبدل الأحداث وتغير الخارطة في المدينة سيقلب الموازين فيها وبالأخص بعد اقتراب فصائل المعارضة من فك الحصار عن الأحياء الشرقية ومحاصرة قوات النظام من طريق الراموسة، فهل وقتها ستكون حجة الإعلام جاهزة لتبرير موقفهم أم أنهم سيلتزمون الصمت لحفظ ماء وجههم؟.
المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد