اعتصم موظفو وموظفات الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، التي يديرها النظام السوري، صباح اليوم، الاثنين 26 أيلول، رفضًا لقرار فرض العمل بنظام “البصمة” الإلكتروني.
وتجمع العشرات أمام مبنى الهيئة، وفق ما ظهر في تسجيلات مصورة تناقلتها صفحات موالية للنظام، وتضمنت إحداها زيارة لرئيس حكومة النظام السوري، عماد خميس، لمبنى الهيئة “تلبيةً لمطالب العاملين فيه”، الذين اعتبروا أن تطبيق قرار البصمة “جائر” بحقهم.
ووعد خميس خلال الاجتماع بالنظر في الموضوع، على أن يصدر قرار بعد اجتماعه مع مديري الهيئة والمؤسسات الإعلامية الأخرى التي يديرها النظام.
ووفق ما رصدت عنب بلدي في التسجيلات المصورة التي نشرتها صفحة “دمشق الآن” الموالية للأسد، فإن أغلبية المعتصمين طالبوا بإلغاء البصمة، “والتعامل باحترام وإعادة كرامة الإعلاميين التابعين لوزارة الإعلام التي تمثل رديفًا للجيش العربي السوري”.
وتحدثت بعض الإعلاميات عن نظرة “فوقية” للموظفين، واتهمن إدارة الهيئة بأنها “فاشلة ولا تحترم موظفيها”، وأكد معظمهن أن “مستوى الإعلام نزل إلى الحضيض في ظل هذه الإدارة”.
يجبر نظام البصمة الإلكتروني الموظف على الدوام لمدة سبع ساعات متتالية، لكن بعض الإعلاميات المعتصمات “أحيانًا نداوم 13 ساعة، وعملنا هو إنجازنا، فالقطاع الإعلامي يتسم بالعمل الإبداعي، وليس وظيفة كلاسيكية مقترنة بساعات دوام مطلوبة”.
إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عزت قرارها، الذي صدر قبل أيام، إلى تسيب كبير من قبل الموظفين، إذ يزور بعضهم مكان عمله فقط، وفق تعبير مديريها.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أصدر مرسومًا آب الماضي، ألغى فيه “المجلس الوطني للإعلام” بعد خمس سنوات من تأسيسه عقب اندلاع الثورة، بينما تولت وزارة الإعلام المهام والاختصاصات كافة التي كان يتولاها.
ويرى مراقبون إن إعلام النظام السوري لم يقدم إضافة بل انحدر نتيجة هيمنة النظام ورواية مخابراته على الإعلام، الذي بات يغير الوقائع وينكرها ويشوهها كما يريد المسؤولون.
عنب بلدي