قال السفير الأميركي السابق في سوريا، روبرت فورد، إن بلاده تركز حاليا على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وإن فكرتها تقوم على تجنيد السوريين من عرب السنة بشكل أكبر في العملية، واستبعاد التعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهو جوهر الخلاف بين واشنطن وموسكو.
جاء كلام فورد في حديثه لحلقة (22/12/2015) من برنامج “من واشنطن” والتي سلطت الضوء على الملف السوري وتداعياته المتلاحقة على الداخل الأميركي، مثل أزمة اللاجئين، وتنامي ظاهرة الخوف من الإسلام والمسلمين على خلفية هجمات باريس وعملية كاليفورنيا الأخيرة.
فورد حذر في رسالة نشرها في وقت سابق وزير الخارجية الأميركي جون كيري من مغبة تعليق كثير من الأمل على أي اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، إذا لم يكن ذلك مصحوبا بتهديد الأطراف المتحاربة بعواقب وخيمة تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة إذا اخترق أي طرف بما في ذلك النظام لهذا الاتفاق.
ومن تداعيات الملف السوري أن سجالا شديدا يجري داخل الولايات المتحدة بشأن اللاجئين السوريين منذ هجمات باريس، حيث يتعرض الرئيس باراك أوباما لانتقادات خاصة من المرشحين الجمهوريين لانتخابات الرئاسة المقررة عام 2016، عندما قرر استقبال عشرة آلاف لاجئ في الولايات المتحدة، بحجة إمكانية تسلل عناصر من تنظيم الدولة مع اللاجئين إلى البلاد.
ووفق أستاذ التاريخ بجامعة هاوني في أوهايو، عمرو العظم، فقد رفض معظم حكام الولايات الأميركية قرار دخول اللاجئين السوريين إلى ولاياتهم بحجة خوفهم من الإرهاب، مشيرا إلى أن ترحيب أوباما باللاجئين يأتي من باب عدم خلطه بين الإرهاب والدين.
ويرى العظم أن الإدارة الأميركية باتت ترغب في حل الأزمة السورية بأي ثمن لدرجة أنها غيرت موقفها من الأسد، وباتت تركز على موضوع الإرهاب ومحاربة تنظيم الدولة.
وبشأن الضغوط التي يتعرض لها أوباما لتغيير موقف واشنطن من الملف السوري، أوضح العظم أن أوباما سيتحرك بشكل أسرع، وقد يلجأ إلى استخدام قوات برية في سوريا في حالة واحدة فقط وهو حصول هجوم إرهابي داخل بلاده.
استطلاع
في المقابل، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميريلاند، شبلي تلحمي، أن تغيرا قد حصل على مستوى موقف واشنطن، لأن الرأي العام الأميركي بات يركز على القضية التي تهدد مصالح البلاد بشكل مباشر، وقال إن أوباما لا يرغب في التدخل على الأرض في سوريا، ولكنه مجبر على اتخاذ خطوات جديدة، منها إقامة مناطق آمنة على حدود الأردن.
ويعتقد تلحمي أن الحزب الديمقراطي عموما يرفض التدخل العسكري في سوريا خوفا من تكرار تجربة العراق.
من جهة أخرى، وفي ظل تعقيدات الملف السوري، أجرى تلحمي دراسة عن نظرة الأميركيين إلى الإسلام والمسلمين، خلصت إلى أن 67% من الديمقراطيين لديهم نظرة أكثر إيجابية نحو المسلمين، وكذلك 41% من الجمهوريين، و43% من المستقلين أيضا لديهم نفس النظرة.
الجزيرة