رأى خبراء ومحللون أن المحادثات المستمرة بين تركيا وروسيا في شأن صفقة صواريخ “اس-400” الدفاعية ما تزال بعيدة من أن تشكل مؤشراً لتحالف استراتيجي، وأن الأمر الوحيد الذي يدفع البلدين إلى التقارب هو رغبتهما في ممارسة ضغوط على الغرب.
وفي تقرير لها في هذا الصدد، أشارت وكالة “فرانس برس”، إلى أن أنقرة تتجه إلى إتمام أكبر صفقة شراء أسلحة ستكون الأولى من نوعها مع روسيا، مثيرة بذلك قلق حلفائها في حلف شمال الأطلسي، على رغم أن الصفقة قد لا تتحقق.
ونقل التقرير عن نائب مدير المركز التحليلي الفرنسي الروسي في موسكو أيغور ديلانو، قوله إن لديه “شكوكاً كبيرة” بأن تجد الصفقة طريقها إلى التنفيذ.
وتابع أن روسيا غير مرتاحة لطلب تركيا نقل التكنولوجيا ومواقع الإنتاج، مضيفاً أن روسيا تشهد تراكماً للمطالب من قواتها ومن حليفتها الصين. وأوضح أن “موسكو وأنقرة تستغلان هذه المسألة سياسياً كي تظهرا للغرب عدم ارتياحهما”.
وتشهد علاقات روسيا مع حلف شمال الأطلسي توتراً على خلفية ضمها القرم من أوكرانيا، ودعمها انفصاليين موالين لموسكو في الشرق الأوكراني.
وعلى رغم أن تركيا دولة فاعلة في حلف شمال الأطلسي إلا أن علاقاتها، ولا سيما مع الولايات المتحدة، يعتريها التأزم، بسبب دعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة “منظمة إرهابية”.
وقال ديلانو إن “أنقرة تميل إلى استخدام (مسألة صواريخ اس-400) للتعبير عن انزعاجها إزاء التنسيق العسكري الأميركي مع الأكراد في سورية”.
كما نقل التقرير عن خبير الشؤون التركية تيمور أحمدوف من المجلس الروسي للقضايا الدولية ومقره أنقرة، قوله إن المحادثات ساعدت روسيا في الترويج لأنظمة الأسلحة التي تنتجها وزعزعة الثقة بين دول حلف الأطلسي، فيما تريد تركيا أن تظهر لحلفائها الغربيين أن لديها خياراً استراتيجياً في علاقاتها.
وأضاف أحمدوف “كلما طالت مدة المفاوضات حول منظومة اس-400 كلما كان ذلك في صالح روسيا وتركيا”.
وتشكل مناقشة روسيا وتركيا للصفقة في حد ذاتها مؤشراً قوياً للتحول في العلاقات منذ المصالحة الصيف الماضي، بعد إسقاط تركيا مقاتلة روسية عند الحدود مع سورية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015.
وتقف روسيا وتركيا على طرفي نقيض في النزاع في سورية، إذ تدعم موسكو نظام الرئيس بشار الأسد، فيما تدعم أنقرة فصائل معارضة.
ترك برس