شكلت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة التي أدلى بها في مؤتمر أوقاف القدس الذي انعقد يوم أمس الإثنين في مدينة إسطنبول التركية ردة فعل غاضبة من جانب إسرائيل التي اعتبرت أنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها أردوغان بتوجيه انتقادات حادة ضد سياسيات الحكومة في إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وذلك على خلفية تصريحات الرئيس التركي في ما يتعلق بالسماح للفلسطينيين بالصلاة في المسجد الأقصى والتحذير من تبعات الممارسات والسياسيات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة وتوجه من حكومة نتينياهو لمنع رفع الآذان في القدس بمكبرات الصوت، أصدرت فيها وزارة الخارجية الإسرائيلية بياناً شديد اللهجة ضد الرئيس التركي بأوامر مباشرة من رئيس الوزراء نتنياهو-وجاء في البيان أن من ينتهك حقوق الإنسان في بلاده لايحق له أن يتكلم عن الديمقراطية في بلدان أخرى، اسرائيل البلد الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي يمنح كامل الحرية لليهود والمسلمين والمسيحين.
كذلك عقبت الصحف الإسرائيلية على كلام الرئيس التركي متهمة إياه بالسعي لإشعال حرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما قال رئيس الكنيست “يولي إدلشتاين” :”إن أردوغان كان ومازال عدواً للإسرائيليين وأن علاقتنا مع أنقرة لن تعود كسابق عهدها مادام أردوغان في السلطة،” فيما ذهب آخرون بأن تصريحات أردوغان نابعة من معتقد طائفي وأن تصريحاته تأتي من هذا المنطلق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الوزارة وأجهزة الأمن والمختصين في الشأن التركي يواجهون صعوبة في فهم توقيت الهجوم رغم تعافي العلاقة إلى حد مقبول بين البلدين معتبرين أن هناك ثلاثة تفسيرات لذلك، يستند الأول أن التصريحات جاءت خلال مؤتمر للفلسطينيين يتطلب البوح بكلمات لاذعة وشديدة خاصة في الوقت الذي توجه إسرائيل لمنع رفع صوت الآذان في القدس –الثاني يتعلق بشخصية أردوغان وردات فعله غير المتوقعة وهو ماجرى مع الرئيس الأسبق “شمعون بيرس” قبل سنوات في مؤتمر دافوس الاقتصادي- والثالث نوع من التحذير لإسرائيل بتغيير طريق تعاملها معه وخصوصاً أن نتنياهو لغاية اليوم لم يقدم التهنئة لأردوغان بفوزه بالاستفتاء الأخير خلافاً لما يقوم به نتنياهو مع باقي الزعماء في العالم بهذه المناسبات.
المركز الصحفي السوري