باتت الأحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب (شمال غرب سورية) ترزح تحت خطر سقوطها في حالة حصار كامل بأية لحظة مع استمرار القصف الجوي والمدفعي الذي تقوم به طائرات النظام السوري على أوتوستراد الكاستلو الذي يعدّ الشريان الوحيد الذي يصل هذه الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة بمناطق سيطرتها في ريف حلب.
وتكررت خلال الأيام الأخيرة عمليات القصف التي تُشن، على مدار الساعة، على الطريق الاستراتيجي الواقع شمال حلب، منذ ثلاثة أيام، ما أدى إلى انهيار جزء من جسر الشقيف القريب من دوار الجندول على أوتوستراد الكاستلو، الذي تسبب بشل الحركة على الأوتوستراد.
وتراكمت السيارات المحترقة على جانبي الأوتوستراد في الوقت الذي عجزت فيه فرق الدفاع المدني عن سحبها بسبب مخاطر العمل هناك، في ظل استمرار قصف طيران النظام السوري له، وقصف مدفعية قوات النظام المتمركزة على تلة الشيخ يوسف للأوتوستراد.
في غضون ذلك، يستمر الهجوم الذي تشنه طائرات النظام السوري والروسي على مناطق سيطرة المعارضة في أوتوستراد الكاستلو والمناطق المحيطة به، وباقي المناطق بمدينة حلب. وتقول مصادر الدفاع المدني في مدينة حلب لـ”العربي الجديد” إن 14 مدنياً بينهم خمس نساء وأربعة أطفال قتلوا، أمس الجمعة، إثر استهداف طائرة حربية تابعة للنظام السوري حافلة نقل ركاب صغيرة كانت في طريقها من داخل مدينة حلب باتجاه ريفها على أوتوستراد الكاسلتو.ويبدو أن النظام السوري اتخذ قرار فرض حصار ناري على مناطق سيطرة المعارضة في حلب بعدما عجزت قواته عن التقدم في منطقتَي حندرات والملاح شمال المدينة لقطع الطريق بشكل فعلي. وبالتالي، اتخذت قوات النظام من استراتيجية القصف المستمر للأوتوستراد سبيلاً لإيقاف الحركة عليه، لفصل مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب عن مناطق سيطرتها في ريفها.
وفي ريف حلب الشمالي وإلى الشمال من أوتوستراد الكاستلو، قتل مدني واحد وأصيب آخرون، نتيجة غارة جوية يُعتقد أنها روسية شنتها على بلدة حريتان. كما قتل مدني وأصيب سبعة آخرون نتيجة غارة جوية مشابهة على بلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي. ويقول الناشط حسن الحلبي لـ”العربي الجديد” إن طائرة حربية يُعتقد أنها روسية استهدفت مبنى سكنياً في حي المشهد جنوب غرب حلب، أمس الجمعة، ما أدى إلى انهيار المبنى بشكل شبه كامل لتهرع بعدها فرق الدفاع المدني إلى المكان وتبدأ عمليات البحث عن ناجين بين الأنقاض. ونجحت فرق الدفاع المدني في إسعاف عشرة جرحى، كما انتشلت سبع جثث لمدنيين كانوا يقطنون في المبنى. ويلفت الحلبي إلى أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع بسبب وجود مفقودين يُعتقد أنهم لا يزالون تحت الأنقاض، بحسب روايات سكان الحي.
وتؤكد مصادر محلية في حلب أن مروحية تابعة للنظام السوري ألقت برميلين متفجرين، أمس الجمعة، على شارع في حي الشيخ خضر شرق المدينة، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة ووقوع إصابات بين المدنيين من سكان الحي الذين غادر معظمهم المنطقة في وقت سابق بسبب تعرضها للقصف بشكل متكرر.
في السياق ذاته، استهدفت طائرتان حربيتان المنطقة المحيطة بجامع فاطمة ومستشفى القدس في حي السكري بحلب بثلاث غارات جوية، أمس الجمعة، كما استهدفت طائرة حربية مبنى سكنياً في حي الأنصاري بصاروخ موجّه، واستهدفت طائرة أخرى مبنى آخر في بستان القصر بصاروخين. وواصلت فرق الدفاع المدني عملها في هذه الأحياء بحثاً عن الضحايا والجرحى.
وتهدف عملية “جيش الفتح” الجديدة في ريف حلب الجنوبي إلى التقدم على حساب قوات النظام السوري في المنطقة بهدف الوصول إلى بلدة خلصة والسيطرة عليها بهدف رصد خطوط إمداد قوات النظام بالمنطقة، وإجبارها على الانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها قرب أوتوستراد حلب دمشق الدولي، وأهمها بلدة زيتان وقرية برنة.على صعيد آخر، تقول مصادر عسكرية في “جيش الفتح” (ائتلاف يجمع عدداً من فصائل المعارضة في الشمال السوري)، إن “عناصر جيش الفتح بدأت، أمس الجمعة، هجوماً كبيراً على قوات النظام في ريف حلب الجنوبي، ونجحت بالسيطرة على مستودعات خان طومان العسكرية، وقرية معراتة، والتلال المحيطة بها لتصل المعارضة إلى أطراف قريتَي الحميرة والقلعجية، وتصبح أقرب من أي وقت مضى من بلدة خلصة الاستراتيجية.
العربي الجديد – رامي السويد