كلما خبت نار الفتنة أوقدوها من جديد عبر تصريح يجرح مشاعر المسلمين وينال من مقدساتهم ونبيهم وقرآنهم، مما يدلل على أن الأمر برمته مدروس ومخطط له وبتنسيق عالي المستوى، يُبقي المسلمين في حالة من الغضب والاستنفار الدائمين.
منذ أيام خرج المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند بتغريدة يسيء فيها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأزواجه، مما أشعل موجة غضب عارمة في أوساط المسلمين داخل الهند وخارجها مطلقين هاشتاغ #إلارسول الله يامودي، الذي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين الحزب بالاعتذار عما بدر من متحدثه والكف عن استفزاز المسلمين واستهدافهم بشكل دائم.
الغريب أن تلك الإساءات والتصريحات تأتي متزامنة بشكل مريب مع إساءات مماثلة تحدث في أنحاء مختلفة من العالم، فما يلبث أن ينتهي مفعول إساءة في منطقة ما حتى تشتعل في منطقة أخرى، فإساءة أحد المتطرفين في السويد بحرق نسخة من المصحف الشريف لازالت صورها ماثلة في الأذهان ولم يمض عليها الشهر.
لا يمكن اعتبار تغريدة المتحدث باسم الحزب الحاكم في الهند عمل فردي، وخاصة أنها تأتي في إطار سياسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه في التضييق على المسلمين، ونذكر كيف كان هذا الحزب وراء التضييق المستمر على إقليم كشمير ذو الغالبية المسلمة وسن قانون عنصري يسمح بتجنيس المهاجرين من كافة الطوائف ويستثني المسلمين فقط، هذا القانون الذي أدانته حتى المنظمات الدولية.
الرد لا يكون بالتجاهل كما يطالب بعضهم، لأن هذا التجاهل سيشجع على المزيد من الإساءات ولا يكون الرد أيضاً بالعنف والتخريب، لأن هذه التصرفات ستستثمر إعلامياً من قبلهم، وإحدى مقاصد الإساءات المتكررة دفع المسلمين إلى الرد العنيف وتحويلهم من ضحية إلى متهم ومدان.
الرد الصحيح الذي أثبت فاعليته عبر حوادث مماثلة سابقة هي المقاطعة الاقتصادية التي تؤلمهم بحق، كما حدث مع قضية الرسوم الفرنسية المسيئة والتي دفعت الحكومة الفرنسية للتدخل ووقف خطاب الكراهية ضد المسلمين الذين قاطعوا منتجاتها بتحرك شعبي غير مدفوع بقرار رسمي.
يجب ألا يعول المسلمون في رد الإساءات على حكوماتهم والتي أغلبها خاضع ومنبطح ومستضعف، تسمح بكل الإهانات سوى إهانة الحاكم، بل عليهم أن يعولوا على القوة الاقتصادية التي يشكلها أكثر من مليار مسلم حول العالم إذا تحركوا وراء دعوات المقاطعة لمنتجات البلد المسيء.
أكاد أجزم أن من سيطالب بوقف خطاب الكراهية والإساءة حينها هم مسؤولو تلك الدول قبل المسلمين أنفسهم.
#إلارسول الله يامودي
محمد مهنا-مقالة رأي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع