وصف “إرشد هرموزلو”، كبير مستشاري رئيس الجمهورية التركية السابق عبد الله غل، ورئيس الملتقى التركي العربي، العلاقات التركية العربية بأنها “متميزة وجيدة”، مشددا على ضرورة تطويق أي مشكلة “في حال لم نتمكن من تصفيرها”.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال هرموزلو إن “العلاقات التركية العربية متميزة وجيدة”، داعيا الى “تطويق المشاكل معا في حال لم نتمكن من تصفيرها”.
وشدد أنه “ليس من مصلحة الدول العربية وليس من مصلحة تركيا أن يكون هناك خلاف”، مشددا أنه “لا يوجد اليوم أي خلاف جذري (بين تركيا والدول العربية)”.
وأشار الى أن “حتى العلاقات الاقتصادية بين تركيا والدول العربية متنامية”، لافتا الى أن “هناك الكثير من الثوابت التاريخية والدينية والثقافية التي تربط تركيا بالعالم العربي”.
وتابع هرموزلو أن “المنطقة العربية هي عمقنا، ونحن يجب أن نشعر بالفخر كوننا نتعامل ونتعاون معها”.
وفي الشأن السوري، أكد هرموزلو أن “ما يفرح السوريين يفرحنا، وما يؤلمهم يؤلمنا”، داعيا الى “التصدي الكامل للإرهاب الذي يعاني منه السوريون، والى التوصل الى حل سياسي جيد يتيح للشعب السوري أن يعود الى تاريخه الحضاري”.
وحول معسكر بعشيقة الذي أنشأته تركيا في الموصل، بطلب من السلطات العراقية نهاية 2014، شدد هرموزلو أنه “أنشئ منذ فترة طويلة، دون وجود أي اعتراضات عليه، باعتبار أن كل الجهات كانت تعرف أن المستشارين والجنود الأتراك في هذا المعسكر، متواجدون بغرض التدريب من أجل التصدي لتنظيم داعش الإرهابي”.
ولفت الى أن “هذه القوة تعمل على تدريب البشمركة والحشد الوطني، والمكونات المحلية الموجودة في هذه المنطقة”. وشدد أن “هذا الأمر تم بموافقة السلطات العراقية المركزية، كما أن إدارة إقليم كردستان العراق كانت على علم تام بهذا الموضوع”.
ورأى هرموزلو أن إثارة قضية هذا المعسكر حاليا “أتت من أجل إبعاد الجانب التركي عن أي مساعي تهدف لعدم الإجهاز على الواقع الديمغرافي في الموصل، فمن أثار الأمر يعتبر أن الوجود التركي خطرا على مخططاته”.
وأضاف أن “هذه الإثارة بهذا الشكل تسعى لصرف النظر عن ممارسات الدول الأخرى، التي تتدخل في هذه المسألة”، مستغربا السكوت عن “بعض الدول التي أتت من مسافة آلاف الكيلومترات الى العراق”.
وأكد هرموزلو أن تركيا “لا تطمح إلا لحماية أمنها القومي وحدودها من المنظمات الإرهابية التي بدأت تنتشر في هذه المناطق”، مشيرا الى أن “الحدود التركية مع العراق وسوريا تبلغ حوالي 1200 كيلومتر، فمن المنطقي أن تتصدى تركيا لكل التنظيمات الإرهابية على طول هذه الحدود”.
ودعا رئيس الملتقى التركي العربي الى “الحوار الإيجابي والبناء من أجل حل التصعيد الإعلامي حول معسكر بعشيقة، فالجلوس الى طاولة الحوار ينهي الكثير من سوء التفاهم الذي حصل أو الذي قد يحصل في المستقبل”، لافتا الى أن “الحوار يساهم في حماية مصالح الجميع، ومن ثم التصدي للمنظمات الإرهابية، التي تعتبر هما دوليا قبل أن تكون هما مناطقيا أو محليا”.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا بدأت تدريب متطوعين من سكان الموصل في معسكر بعشيقة الذي يبعد 12 كلم شمال المدينة، بطلب من السلطات العراقية نهاية 2014، وتلقى الآلاف من الأهالي تدريبات عسكرية على يد 600 عسكري تركي حتى اليوم.
وبدات بغداد والتنحالف الدولي فجر الاثنين عملية عسكرية قرب الموصل التي يسيطر عليها “داعش” منذ يونيو/ حزيران 2014، وتقول الحكومة إنها ستستعيد المدينة قبل حلول نهاية العام الحالي.
ومؤخراً، جدّد البرلمان التركي تفويضه للحكومة بإرسال قوات مسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق عند الضرورة، من أجل التصدي لأية تهديدات محتملة قد تتعرض لها الدولة من أية تنظيمات إرهابية.
الأناضول