تزخر سوريا مهد أقدم الحضارات الإنسانية بأغنى التحف وأندر اللقى الشاهدة على تاريخ عريق يعود إلى آلاف السنين.
إلا أن ذاك الإرث الحضاري بات ضحية السلب والنهب الذي تمرست به الميليشيات الإيرانية في مناطق سيطرتها في محافظة دير الزور.
تدوالت مصادر محلية يوم أمس، قيام ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني بنبش مواقع أثرية ومقابر يونانية قديمة في منطقة الصرايم الأثرية في بادية ديرالزور، ومنطقة الصالحية التابعة لمدينة البوكمال في ريف ديرالزور الشرقي؛ إذْ تمت سرقة عشرات القطع الأثرية والمجوهرات.
تحتوي محافظة دير الزور على عشرات المعالم الأثرية التي تعرضت للتدمير والسرقة، أبرزها آثار أقدم مدن التاريخ قرقيسيا، وآثار حضارة ماري قرب البوكمال، ودورا أوروبوس في الصالحية، وحلبية وزلبية شمالي غرب دير الزور قرب قرية التبني، والرحبة في منطقة الميادين، وموقع دور كاتليمو في قرية الشيخ حمد.
تشرف الميليشيات الإيرانية في مناطق سيطرتها في المحافظة على عمليات تنقيب عن الآثار وتتكفل بتصريفها إلى خارج سوريا.
وقد طورت تلك الميليشيات أساليب التنقيب عن الآثار، باستعانتها بالجرافات وآليات الحفر والمتفجرات التي أضرت بمواقع أثرية وحولت بعضاً منها إلى أنقاض وركام.
وقد أشار تقرير صدر عن مؤسسة “جيردا هنكل” الألمانية بالتعاون مع جمعية حماية الآثار السورية في فرنسا، في حزيران الفائت، إلى أن 29 متحفاً ودار عبادة من أصل 55 مؤسسة ثقافية تعنى بحفظ الإرث الثقافي في سوريا، تعرضت إلى أضرار مختلفة في ظل الحرب.
وبين عامي 2011 و2020، تمّت سرقة قرابة 40 ألف لقى أثرية وتاريخية وتراثية من المواقع المذكورة، بحسب التقرير الذي لفت إلى أن الرقم من اللقى المنهوبة لا يشمل آلاف القطع غير المسجلة في قوائم، ودفاتر 19 متحفاً تعرضت لعميات نهب وسرقة، ولا عشرات الآلاف من اللقى التي نهبت من المواقع الأثرية السورية خلال عمليات الحفر العشوائي منذ عام 2011.
ينذر دأب إيران على طمس معالم تاريخية سورية ونهب الإرث الحضاري للسوريين، بوضع كارثي لن يتضح حجمه حتى انتهاء الصراع.
بقلم : صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع