المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 28/1/2015
انعكست أحداث الحرب في سوريا والعمليات العسكرية في بعض المناطق على أسعار إيجار المنازل بشكل فاق التخيلات، فقد شهدت أسعار المنازل المعدة للإيجار ارتفاعاً جنونياً لم يكن أحد يتوقعه في سوريا، وذلك ترافق مع إزدياد هجرة ونزوج بعض المواطنين من المناطق الساخنة التي تشهد إشتباكات مستمرة إلى مدن أكثر أماناً، مما يحول دون تمكن العديد من المواطنين من ذوي الدخل المحدود من الاستئجار في ظل الأوضاع الحالية، ولقد تضاعفت أسعار إيجار المنازل في المناطق المحررة التي تخضع لسيطرة المعارضة أكثر من 200% نتيجة الإقبال الكبير عليها من قبل المهجرين، والطلب أكبر بكثير من العرض، فإن ظاهرة رفع إيجار المنازل باتت واضحة رغم أنها ظاهرة مزعجة ومن الغرابة أنه تم تأجير بيوت لم يُستكمل كساؤها ومع تواضع مواصفات منازل كهذه فإن ارتفاع أسعار تأجيرها يأتي في سياق حاجة المواطنين للسكن.
“أبو غسان” مواطن من بلدة خطاب بريف حماة الغربي نزح إلى قرية معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي التي تقع تحت سيطرة المعارضة يقول: إن بلدة خطاب تشهد إشتباكات مستمرة بين الثوار وقوات النظام، الأمر الذي جعلنا ننزح من البلدة إلى قرية معرة حرمة كونها أكثر أماناً من غيرها من المدن والبلدات، ولكن إرتفاع أسعار إيجار المنازل لايطاق، لقد إستأجرت منزلاً متواضعاً بـ 15 ألف ليرة سورية شهرياً، علماً أنه قبل هذه الظروف التي تمر بها البلاد، كان آجار هذا المنزل لايتجاوز ألف ليرة سورية شهرياً، فأنا أعمل سائق لسيارة تحوي خزان لنقل الماء فإننا بالكاد نستطيع أن نأمن آجار المنزل بعد مصروفنا، وخاصة مع إرتفاع المستمر للسلع والمواد الغذائة.
وهناك عائلات سورية كثيرة لاتملك قوت يومها فليس لها القدرة على الإجار، الأمر الذي جعلها تنزح إلى المخيمات، كحال “أبوياسين” الذي يقول لقد نزحت من قرية كفرنبودة بريف حماة الشمالي، بسبب القص اليومي منقبل النظام لهذه البلدة، وأنا ليس لدي المقدرة على الإجار بهذه الأسعار لذلك قررت الذهاب إلى مخيم أطمة الحدودي، رغم قساوة العيش فيه في فصل الشتاء، ولكن ليس لدي خيار أخر.
كما أن هذا الإرتفاع إمتد إلى مناطق سيطرة النظام الآمنة، كمحافظة طرطوس و السويداء واللاذقية ومدينة حماة، وفي بعض مناطق حلب الآمنة فقد إرتفع إجار المنزل في مدينة حلب إلى أضعاف مضاعة وضمن شروط قاسية تصعب على المستأجر، مثل طلب دفع آجار 6 أشهر سلف، أو أخذ مبلغ 50 ألف ليرة سورية تأمين، وبعض أصحاب المنازل والذين لم يتسن لهم إكمال منازلهم قاموا بتأجيرها على الهيكل، أما المنازل المفروشة فقد أصبحت أسعارها خيالية ونارية غير مسبوقة وغير محمولة، ليصل إيجار المنزل في الشهر إلى 40 ألف ليرة سورية ولاسيما في الأحياء الراقية.
بدوره، قال “أبو عوض”، وهو صاحب مكتب عقاري في حلب، إن الطلب على استئجار البيوت بات كثيراً في الآونة الأخيرة رغم أن المعروض أقل من أن يفي بالحاجة وهذا ما تسبب بارتفاع الأسعار فأقل منزل معروض للإيجار مهما صغر مساحته وتدنت مواصفاته يطلب أصحابه اليوم 25 ألف ليرة سورية كإيجار شهري له ومن دون أي فرش.
إن أسباب إرتفاع المنازل لهذا لحد، هو إستغلال حاجة النازحين إلى مسكن من جانب، وجشع البعض من أصحاب العقارات من جانب آخر، فإذا كان السوريين لم يرحموا بعضهم فمن يرحمهم؟!