طفلان يضربان بعضهما بعنف في الشارع، ظننت للوهلة الأولى أن هناك مشكلة كبيرة بينهما، استوقفت أحدهم لأساله لماذا تبكي …لماذا ضربك وهرب؟ ؟؟؟ صدمت بكلماته البريئة (بعد صعوبة كبيرة حصلت على غالون ماء ولكن صديقي أراد أخذه مني وعندما رفضت ضربني وهرب).
أكثر من 600 الف مواطن يعيشون في مدينة إدلب ويعتمدون على مياه الصهاريج المكلفة ، لأكثر من شهر ونصف، وقد أورد المسؤولين أسباب كثيرة للانقطاع منها قدم المضخات وحاجتها الدائمة للصيانة ، ارتفاع سعر الوقود ، وانقطاع الخط الكهربائي الإنساني فقد تعددت الاسباب والنتيجة واحدة لا ماء.
نقص المياه والتقنين بها بسبب الغلاء أدى لوجود ظاهرة خطيرة بدأت نتائجها السلبية تنتشر وتؤثر على أهالي المدينة ، وهي إنتشار القمل بين اطفال المدارس بسبب قلة النظافة والاستحمام.
أطفال بعمر الورود تراهم فتحزن عليهم، في جولة لنا في إحدى المدارس في إدلب تحدثنا المعلمة خلود عن سبب انتشار هذه الظاهرة ” لا مياه في البيوت ولا مياه في المدرسة ولا استحمام أو نظافة للطلاب كل ذلك سبب العديد من الأمراض أكثرها انتشاراً القمل” .
معلمة أخرى أوضحت كيف ارتفعت نسبة الإصابة بالقمل بشكل كبير بين الأطفال بسبب قلة الاستحمام لقلة المياه ازدحام الصفوف بالطلاب فالصف الواحد يحوي بين 40-45طالب ، كثافة هذا العدد تساعد على إنتشار الأمراض ).
فاطمة طفلة صغيرة قالت: “منذ شهر لم استحم انا وأهلي بسبب انقطاع الماء ونحصل على الماء للشرب والطبخ بصعوبة حتى هذه المياه غير نظيفة ومع ذلك نشربها لعدم قدرتنا على شراء مياه معدنية”
ظاهرة انتشار القمل في المدارس ظاهرة خطيرة يجب معالجتها ولكن كيف والإمكانيات بسيطة رغم ذلك قامت بعض المنظمات بتوزيع عبوات شامبو للقمل مع صابون على الأطفال للحد من هذه الظاهرة السلبية ومع ذلك فهذه الجهود لا تتناسب البتة مع حجم هذه الظاهرة المرضية المنتشرة في أغلب مدارس إدلب.
معاناة لن تنتهي إلا بعودة المياه إلى مجاريها ليفرح كل بيت بالماء فتعم النظافة ويتم الشفاء.
ريماس شقيرة_المركز الصحفي السوري