وافق مجلس الأمن الدولي، ليل أمس الخميس بإجماع أعضائه الـ15، على التمديد لمدة سنة لمهمة فريق المحققين الدوليين المكلفين بتحديد المسؤولين عن هجمات بالأسلحة الكيمياوية وقعت في سوريا.
وجاء التمديد الذي أقر بموجب مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة وصدر بإجماع أعضاء مجلس الأمن، بمن فيهم روسيا حليفة النظام السوري، يمنح “آلية التحقيق المشتركة” بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية مهلة جديدة لإنجاز عملها تنتهي في نوفمبر المقبل، ويمكن تمديدها مجدداً إذا “رأى المجلس ضرورة لذلك”، حسب العربية.
وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة “سامنتا باور” إن آلية التحقيق المشتركة هي أداة أساسية لمكافحة الإفلات من العقاب”، مؤكدة أن هناك أدلة موثوق بها على هجمات عديدة أخرى بالأسلحة الكيمياوية شنها النظام السوري.
وبعد عام ونيف من التحقيقات، خلص المحققون إلى إثبات أن النظام السوري متورط باستخدام مروحيات لشن هجمات كيمياوية على ثلاث مناطق في شمال سوريا في العامين 2014 و2015.
أما من الجانب الروسي فقد أفاد نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف فشدد من جهته على الأدلة الكثيرة على استخدام من أسماها منظمات إرهابية أسلحة كيمياوية”، معرباً عن أمله في ألّا يرضخ المحققون “للضغوط التي تمارسها بعض الدول” بهدف تحميل دمشق المسؤولية عن هذه الهجمات، حسب تعبيره.
ولاحظت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير لها في وقت سابق أنها وثقت 59 من تلك الوقائع المروعة، التي أودت بحياة آلاف المدنيين في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، من خلال زيارات لـ 52 موقعا شمالي غرب سوريا فقط. وفي الواقع إن النظام استخدم مقذوفات محرّمة دولياً، بموجب الاتفاقيات الدولية المبرمة تحت مظلّة الأمم المتحدة، ويمنع استخدامها ضد المدنيين تحت أي ظرف، وبأية وسيلة كانت.
وامتلك النظام السوري – ما قبل توقيعه اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في أكتوبر/تشرين الأول 2013- حوالي 1300 طن من الأسلحة الكيميائية، وهو ما يكفي لتصنيع نحو خمسة آلاف قنبلة مدفعية ومئتيْ رأس حربي كيميائي لصواريخ سكود، وهذه الكمية كافية لإبادة سكان دمشق وحمص وحماة وحلب وعدة مدن أخرى.
وتتهم الدول الغربية الكبرى النظام السوري بالوقوف خلف أربع هجمات كيميائية من أصل خمسة أثبتها فريق خبراء أممي في تقرير قدمه 13شباط 2016، ثلاثة منها وقعت بمحافظة إدلب في بلدات تلمنس (يوم 21نيسان 2014) وقميناس وسرمين (يوم 16آذار 2015)، وواحدة في كفرزيتا بمحافظة حماة (نيسان 2014).
المركز الصحفي السوري- وكالات