طالب مكتب منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط الأمم المتحدة بفتح تحقيق مستقل وشفاف حول ما يجري في سجن صيدنايا.
وأضاف المكتب أنه كي يتم التحقيق بطريقة موضوعية يجب على النظام أن يسمح لمراقبي الأمم المتحدة بالوصول إلى السجن.
وكشف تقرير المنظمة أن السجناء كان يتم اقتيادهم من زنازينهم وإخضاعهم لمحاكمات عشوائية وضربهم ثم شنقهم في منتصف الليل وفي سرية تامة.
ويسلّط التقرير الضوء على الإعدامات، التي تجري بشكل أسبوعي في صيدنايا بأحكام من محكمة الميدان العسكرية، التي لا يوجد اعتراف فيها حتى من النظام نفسه.
ويوثق حوالي 13 ألف حالة إعدام شنقاً منذ 2011 وحتى 2015.
أساسيات الحياة معدومة
كما روى الناجون شهاداتهم عن الحياة العامة اليومية السيئة التي عاشوها داخل السجن، والتي تقشعر لها الأبدان.
فيما تشير الأدلة إلى كمية الذل التي يتعرض لها المساجين في ذلك المكان، وأيضاً الأمراض المتفشية، وممارسات نظام الأسد وقواته من تجويع وقتل المحاصرين في الداخل بشتى الطرق. حتى أن وصفت المنظمة أعمال الأسد بـ “الإبادة”.
أيضاً، هناك أعمال وحشية أخرى ذكرها التقرير المكون من 48 صفحة عن “المسلخ البشري” الموجود على الأراضي السورية، إضافة إلى الشنق الجماعي والإبادة، والتعذيب الممنهج والحرمان من الغذاء والماء، كذلك فقدان الأدوية والرعاية الطبية.
وهناك شهادة تقول إن أحكام الإعدام قد نفذت في منتصف الليل، وغالباً ما كانت مرتين في الأسبوع، وعادة يومي الاثنين والأربعاء.
وأضافت الشهادة أن من كان ينقل إلى الطوابق السفلية كان يتعرض لضرب مبرح ساعات طويلة حتى يعلو صراخه “مثل من فقد عقله”، بحسب ما جاء فيها.
ومن المعتقلين أيضاً من لا يعرف أنه على وشك الموت إلا عندما يوضع حبل المشنقة حول رقبته.
كما أن أصوات الشنق كانت تسمع في بعض الأحيان.
وقال أحدهم، وهو ضابط عسكري سابق اعتقل في عام 2011: “إذا وضعت أذنيك على الأرض، يمكن أن تسمع صوتاً من نوع من الغرغرة.
هذا من شأنه أن يستمر نحو 10 دقائق، كنا ننام على صوت اختناق الناس، وأصبح هذا بعد ذلك أمراً طبيعياً بالنسبة لنا”.
وتفيد بعض الشهادات أيضاً أنه وبعد تنفيذ الأحكام، يتم نقل جثث السجناء بعيداً بشاحنات ليدفنوا سراً في مقابر جماعية. ولا تعطى أسرهم أي معلومات عن مصيرهم.
وفي أغسطس الماضي، قدر تقرير آخر لمنظمة العفو أن أكثر من 17000 شخص لقوا حتفهم في السجون في جميع أنحاء سوريا نتيجة للظروف غير إنسانية والتعذيب منذ عام 2011. ومع ذلك، فإن هذا الرقم لا يشمل ما يقدر بـ 13000 حالة وفاة إضافية ضمن صيدنايا.
وقالت لين معلوف، نائبة مدير الأبحاث في المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت: “إن ما كشفه تقرير منظمة العفو يؤكد الحملة الوحشية العنيفة الخفية التي وصلت أعلى مستوياتها والتي تمارسها حكومة نظام الأسد بهدف سحق أي شكل من أشكال المعارضة داخل الشعب السوري”.
كما أضافت أنه “تم قتل الآلاف من الأسرى العزل بدم بارد، إضافة إلى برامج وضعت بعناية ومنهجية بهدف التعذيب النفسي والجسدي داخل سجن صيدنايا”.
شهادات أخرى مخيفة
وتشير روايات مروعة إلى سياسة الإبادة المتبعة داخل السجن، وقال العديد من السجناء السابقين إن هناك حالات اغتصاب في السجن.
كما يستخدم التعذيب والضرب بطريقة منتظمة كنوع من العقاب، وغالباً ما ينجم عن الضرب ضرر يرافق الإنسان مدى الحياة أو عجز أو حتى الموت.
وأضافت إحدى الإفادات أنه يتم جمع جثث المقتولين بالرصاص على أيدي حراس السجن كل صباح عند الساعة التاسعة.
وروى أحد السجناء في إفادته أن الحراس كانوا يضربون السجناء على الرأس والصدر والرقبة، وفي ذات يوم قتل 13 من الجناح دفعة واحدة”.
وفي الوقت نفسه، يتم قطع الغذاء والماء بشكل منتظم عن السجناء. وعندما يتم تسليم المواد الغذائية، في كثير من الأحيان تنتشر على مدى طوابق خلية من قبل الحراس، حيث يمزجون الطعام بالدم والأوساخ.
وفي صيدنايا أيضاً مجموعة مجحفة من “القواعد الخاصة”، حيث لا يسمح للسجناء بإصدار أية أصوات، كالتحدث أو حتى الهمس.
كما أن مجرد نظر السجين إلى الحارس كفيل لمعاقبته بالإعدام.
يذكر أن تقرير منظمة العفو الدولية عن سجن صيدنايا يعد الأكبر والأشمل حتى الآن.
العربية