حظرت السلطات الفرنسية أمس، الاثنين 9 من آذار، التجمعات التي تضم أكثر من ألف شخص، واعتبر وزير الصحة هناك، أوليفييه فيران، أن هذه الخطوة تعتبر توسعًا لإجراءات احترازية، بالتزامن مع ارتفاع حالات الوفاة في مدن فرنسية بسبب فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19) إلى 19 حالة.
في الوقت نفسه، أعلنت عدد من الدول العربية ارتفاع الحالات المؤكدة المصابة بفيروس “كورونا المستجد”، إذ وصل عدد الإصابات في السعودية إلى 15 حالة، وفي الإمارات إلى 59 حالة، وفي الكويت إلى 65 حالة، وفي العراق إلى 60 حالة، وفي لبنان إلى 32 حالة، وفي مصر إلى 49 حالة، حتى الآن.
يعد انتشار فيروس “كورونا” بمثابة حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام دولي، وتتخذ منظمة الصحة العالمية في نصفي الكوكب إجراءات لاحتواء تفشي الفيروس، الذي اقتربت أعداد ضحاياه من 4000 شخص، إذ أودى حتى الآن بحياة أكثر من 3970 شخصًا، في ظل عدم وجود علاج طبي إلى الآن.
تشير هذه الأرقام إلى أن نجاح العالم بمواجهة انتشار الفيروس على المدى الطويل لا يمكن اعتباره أمرًا مسلمًا به، وفقًا لما نوهت إليه منظمة الصحة العالمية في تقرير لها شمل ثماني صفحات عن الإجراءات الفردية الصحية للوقاية من فيروس “كورونا المستجد” في قطاعات العمل والشركات.
كيف ينتشر “كورونا” في أماكن العمل
بموجب تقرير المنظمة، تلعب قطاعات العمل في المجتمعات البشرية دورًا في وقف انتشار فيروس “كورونا”، فعندما يقوم شخص مصاب بالسعال أو الزفير، يطلق قطرات من جزئيات السوائل المصابة، ومن ثم تقع معظم هذه القطرات على الأسطح والأشياء الخاصة بالمكاتب أو الطاولات أو الهواتف والأجهزة الإلكترونية الأخرى أو الملفات الورقية الموضوعة على أسطح المكاتب.
ويمكن لزملاء المريض في أماكن العمل التقاط “كورونا” عن طريق لمس الأسطح أو الأشياء الملوثة، ومن ثم لمس عيونهم أو أنفهم أو فمهم، بالإضافة إلى وقوفهم على مسافة متر واحد من الزميل المصاب بالفيروس، فتنتقل العدوى عن طريق تنفس قطرات يستنشقونها.
بمعنى آخر، يمكن انتشار فيروس “كورونا المستجد” بسهولة في أماكن العمل بطريقة مشابهة للإنفلونزا.
ومعظم الأشخاص المصابين بالمرض يعانون من أعراض خفيفة ويتعافون، بحسب منظمة الصحة
العالمية، إذ تعافى من المرض إلى الآن أكثر من 60 ألف شخص، ومع ذلك يعيش البعض تجربة مع المرض أكثر خطورة يمكن أن يحتاج خلالها إلى رعاية في المراكز الطبية.
ويزداد خطر الإصابة بفيروس “كورونا المستجد” عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 40 عامًا، مقارنة بالأشخاص الذين تقل أعمارهم عن ذلك السن.
والأشخاص الذين يعانون من ضعف أجهزة المناعة، والذين يعانون من حالات مرض السكري والقلب والرئة، هم أيضًا أكثر عرضة للأمراض الخطيرة مثل “كورونا”.
اقرأ أيضًا: ما الطريقة الأمثل لاستخدام الكمامات الطبية للوقاية من “كورونا”
لمنع “كورونا” من زيارة مكان العمل
تساعد التدابير المنخفضة التكلفة المادية في منع انتشار فيروس “كورونا المستجد” من التفشي في أماكن العمل، وحماية العملاء والموظفين من الإصابة به، وفقًا للتوصيات الصحية من قبل منظمة الصحة العالمية.
التأكد من أن أماكن العمل نظيفة وصحية، ومسح أسطح المكاتب والهواتف ولوحات مفاتيح أجهزة الحاسوب بالمطهّر الصحي (سبيرتو طبي)، وذلك لملامسة هذه الأشياء بكثرة من قبل الموظفين والعملاء، وهو يعتبر أحد الطرق الرئيسة التي ينتشر الفيروس من خلالها.
وتعزيز غسل اليدين بشكل منتظم ومستمر من قبل الموظفين والعملاء، ووضع أدوات تعقيم اليدين في أماكن بارزة ومتاحة في مكان العمل أمر ضروري بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، وتأكيد إعادة ملء هذه الأدوات باستمرار.
وعرض الملصقات التي تروج لثقافة التعقيم في أماكن ظاهرة بالعمل، ودمج الموظفين مع التوجيه الصحي والسلامة المهنية، أمر يحد من انتشار الفيروس في العمل.
بالإضافة إلى التعريف بالنظافة التنفسية والإحاطة بها في الاجتماعات اليومية أو الأسبوعية، والتأكد من قبل إدارة العمل على توفير المعدات الصحية كأقنعة الوجه (الكمامات الطبية)، جنبًا إلى جنب مع صناديق مغلقة للتخلص منها بشكل صحي.
النظافة التنفسية تعني أن يتم تغطية الفم والأنف بالكوع المثني أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل المستعمل على الفور.
الموظف المصاب بالسعال الخفيف أو الحمى (37.3 درجة مئوية أو أكثر) يحتاج إلى البقاء في المنزل، في إجازة مرضية، أو العمل من المنزل أو ارتداء أقنعة وجه جراحية سميكة بدلًا من العادية البسيطة وتناول ثلاثة أدوية مثل “الباراسيتامول” أو “الأسبرين” أو “الإيبوبروفين”، في حال كان عليه لزامًا الذهاب إلى العمل.
اقرأ أيضًا: صحيفة تنشر خريطة لانتشار فيروس “كورونا” حول العالم
“كورونا” قد يوجد في اجتماعات العمل
يحتاج أصحاب العمل ومنظمو اجتماعاته إلى التفكير في مواجهة تفشي فيروس “كورونا” في اجتماعات وفعاليات ومناسبات العمل، لأن احتمال خطر الإصابة بالتجمعات الكبيرة وارد جدًا بحسب توصيات المنظمة.
وفي الأزمات الصحية العالمية كالتي يعيشها العالم اليوم، التفكير فيما إذا كانت هناك حاجة إلى الاجتماع وجهًا لوجه أمر مهم، إذ يمكن استبدال تنسيق اجتماع عبر الإنترنت به.
وتقليص الاجتماعات والمناسبات المهنية هو ضمان صحي لمواجهة انتشار الفيروس في المجتمع، ويمكن الإتيان بشبكات تواصل لاسلكية بين الموظفين لتجنب الاتصال المباشر فيما بينهم في أثناء العمل.
وتقديم المشورة للمشاركين بالاجتماع حول ما إذا كان أحدهم يشعر بأعراض الإصابة بالجهاز التنفسي فلا يجب عليه الحضور إلى الاجتماع.
ووفقًا لتوصيات المنظمة، يجب أن تشمل خطة الاحتراز من تفشي المرض في أماكن العمل، تحديد غرفة يمكن وضع الموظف الذي يشعر بتوعك أو يعاني من أعراض المرض في هذه الغرفة المعزولة صحيًا والآمنة.
نقلا عن عنب بلدي