تعمل فرق الدفاع المدني في المناطق المحررة بسوريا بمنهج مختلف عن الفرق الأخرى المماثلة وتقاليدها في دول الجوار والعالم، التي تعمل بظروف طبيعية على عكس الحال بسوريا, ففقدان الأمن هي الصفة الملازمة لهم، وكثيراً ما تتساقط قذائف النظام وصواريخه الجوية أثناء قيام عناصر الدفاع المدني بإنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء ليقعوا هم أيضاً ضحية لذلك.
ولأن مؤسسة الدفاع المدني السوري, هي أحد أهم المؤسسات الثورية فاعليةً على الأرض, نظراً للحاجة الماسة إليها في إجلاء الجثث من تحت الأنقاض, وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأحياء العالقين تحتها جراء عمليات القصف, لذلك باتت هدفاً أساسياً لغارات الطائرات الحربية السورية والروسية, والتي تستهدف عناصرها ومقراتها وآلياتها على امتداد رقعة المناطق المحررة.
كاميرا “المركز الصحفي السوري” رصدت إجراءات أمنية يقوم بها الدفاع المدني النقطة 107 بريف حماه وتحدث مدير النقطة “إبراهيم عموري” للمركز الصحفي” :” في الآونة الأخيرة زاد الاستهداف لمنطقة ريف حماه الشمالي, واعتمدنا سياسية توزيع الأليات تحسباً لأي قصف نتيجة الاستهداف المستمر لمراكز الدفاع المدني, وبالنسبة لإجراءات حماية العناصر قمنا بحفر ملاجئ أرضية لحمايتهم من القصف وتمويه المركز وإخفاء معالمه بشكل كامل تجنباُ لاستهدافه.”
وأضاف “إبراهيم عموري” “من الإجراءات أيضاً إطفاء الأنوار الساطعة في أماكن الإقامة, وأثناء العمل في كثير من الأحيان خلال الليل, تجنباً لغارات الطائرات ذات القدرة على الاستهداف ليلاً, كون الطيران الحربي لا يفارق الأجواء ويستهدف أي تحرك للأليات المضاءة على الطرقات”.
يقوم عناصر الدفاع المدني باتخاذ كافة الإجراءات الازمة تضمن لهم تجنب الاستهداف المباشر بالقصف من قبل الطائرات الحربية, وخصوصاً أن العناصر يناوبون ليلاً في أماكن تواجدهم, وتتضمن هذه الإجراءات حفر عددٍ من الكهوف المحصنة داخل الأرض, بهدف الحفاظ على أرواح العناصر العاملين فيها, وتمويه أماكن توضع الآليات المستخدمة في أعمال الإنقاذ, كعربات الإطفاء والرافعات المختصة برفع الأنقاض والكتل الإسمنتية وغيرها من الآليات اللازمة, إضافة إلى تغيير أماكن مبيت هذه الآليات بشكل مستمر, ومن الإجراءات أيضاً الابتعاد عن أماكن إقامة المدنيين لتجنيبهم خطر الاستهداف والقصف.”
وقال أحد عناصر النقطة 107 “صفوان خلف” لمراسل المركز الصحفي, ” تعمل النقطة على مدار الـ24 ساعة كفريق طوارئ, ونلجأ أثناء المناوبات إلى الكهوف والملاجئ, لنوزع المهام على العناصر المناوبة”.
على الرغم من هذه الإجراءات المتواضعة التي اتخذتها النقطة 107, إضافة إلى مجموعة من الإجراءات المماثلة التي اتخذتها النقاط الأخرى الموزعة في أماكن متفرقة من المناطق المحررة, مازالت مؤسسة “الخوذ البيضاء” السورية هدفاً مشروعاً للطائرات الروسية والسورية, خصوصاً بعد أن لاقت أعمال هذه المؤسسة صداً إيجابي في العالم, ورشحت لنيل جائزة نوبل للسلام.
المركز الصحفي السوري- سالم الإبراهيم