لليوم الخامس على التوالي، تستمر ثورة السويداء، إثر سوء المعيشة وقطع الدعم الحكومي عن الأهالي، يطالب المتظاهرون بإعادة الدعم، وانتقاد حكومة عرنوس والمسؤولين عن الوضع الكارثي، إلا أن هيئات قوى المعارضة السورية من ائتلاف أو حكومة مؤقتة وغيرهما، لم تعلن للآن أية بيانات أو تصريحات تتعاطف فيها مع المتظاهرين في مدينة السويداء ليعلموا أن السوريين خارج البلد يشعرون بمعاناة أشقائهم ويشجعونهم على مواصلة الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد، فهل تتدارك المعارضة ذلك؟
خلال هذه الانتفاضة في السويداء، تجتمع قوى المعارضة السورية في الدوحة بندوة “سورية إلى أين” يومي السبت والأحد الفائتين ضمن شخصيات تقريبا لا تزال تحتكر تصدر المشهد القيادي لمؤسسات المعارضة السورية خلا بعض الوجوه الجديدة القليلة وتخرج بسبع عشرة توصية، منها توسيع دائرة التحالفات الإقليمية ومواكبة تحولات المرحلة والدعوة إلى تعميق عزلة بشار الأسد، والتحذير من محاولات النظام وحلفاؤه توظيف معاناة السوريين بما يخدم قضيته.
تأملت في هذه البنود الرقراقة والبراقة وتفاءلت فيها، وتمنيت لو كانت الخطوة الأولى هي توسيع دائرة التعاون والتنسيق مع متظاهري السويداء ودعمهم معنويا وإعلاميا ليعلموا أن السوريين خارج البلد قلوبهم وآمالهم مع أشقائهم في السويداء وفي كل مدينة تنتفض ضد نظام بشار الأسد.
استثمار مثل هذه الانتفاضات مهم جدا من قوى المعارضة للتأكيد على استمرارية الثورة لإسقاط النظام وتعميق روح التآخي والوحدة الوطنية التي فرقتها خطابات النظام الطائفية وترسيخ الانقسام الطائفي الذي مارسته بثينة شعبان منذ بدء الثورة ونجح النظام في إبقاء طائفته تحت جناح نظامه.
هذا التفاعل الذي لو حصل كان مهما بالتزامن مع موقف النظام من ثورة السويداء حيث اعتبرها بابا لتخريب البلد وتتابعا للمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية، بل لمّح أنه إن استجاب لتحسين العيش فقد يقود الأهالي للطمع والمناداة بإسقاطه، وبالتالي سيكون بابا لتدمير ما تبقى من سوريا، على اعتبار أنه يعتبر نفسه صمام الأمان للبلد بكل صفاقة سياسية.
فهل تتدارك قوى المعارضة الأمر وتدخل في الانتفاضة المحلية وتفعل من عملها السياسي والثوري مع مظاهرة السويداء أم ستكتفي بالصمت والترقب دون أية جدوى ؟
مقال رأي/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع