أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، اتفاق وجهات النظر بين بلاده وقطر، حول العديد من القضايا والأزمات التي تشهدها المنطقة، ومنها سورية وليبيا وفلسطين واليمن، وقضايا الإرهاب.
وقال الوزير الفرنسي في لقاء مع وسائل الاعلام القطرية، حضره “العربي الجديد”، خلال زيارة الوزير إلى الدوحة، أمس الإثنين، إنه “أجرى مباحثات موسعة مع وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”، لافتاً إلى أن “التقاء وجهات النظر بين البلدين في كثير من هذه الملفات والقضايا، أمر جيد ومطمئن”.
ولفت الوزير إلى أن “هناك التزاماً مشتركاً بين فرنسا وقطر لدعم تونس، البلد الوحيد التي بدأت في مرحلة الانتقال الديمقراطي”، معرباً عن “إعجابه بالتجربة التونسية، خاصة في المصالحة الوطنية، والاصلاحات الاقتصادية، والاهتمام بالشباب”.
وشدد أيرولت على “أهمية مؤتمر الاستثمار الذي سيعقد في تونس أواخر الشهر الجاري والذي سيفتتحه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني”، وقال “هذا المؤتمر سيسمح بتجنيد قوى إضافية لمساندة تونس اقتصادياً”، ملمحاً إلى أن “أوروبا قررت مضاعفة مساندتها المالية لتونس لضمان التقدم والاستقرارهناك”.
واتهم أيرولت النظام السوري وداعميه بـ”التخطيط لتقسيم سورية”، وقال “إن فرنسا حريصة على وحدة الأراضي السورية، ولا تريد أن يتم أي نوع من التقسيم”، داعياً إلى “وقف المعارك في حلب، واستئناف المفاوضات السياسية، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لإغاثة الشعب السوري”، مكررا التأكيد على أن “سورية يجب أن تظل موحدة لكل مكونات وطوائف الشعب السوري”.
كما أكد وزير الخارجية الفرنسي على وحدة العراق وليبيا، رافضاً تقسيم العراق على أسس طائفية أيضاً، وقال يجب “الحفاظ على وحدة البلاد وترابها”. وأشار إلى مشاركة قطر والعديد من الأطراف الفاعلة في اجتماع باريس في الرابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي، لمساندة حكومة السراج على تعزيز دورها، وبسط سلطتها على كل الأطراف والمكونات في ليبيا، ومشدداً على دور الدول المجاورة للتأثير على الأطراف الداخلية في ليبيا، من أجل احترام قواعد اللعبة، وقال “إن دورها هام جدا لاستقرار ليبيا ومكافحة الإرهاب”، فالشعب الليبي تعب من لأوضاع التي يعيشها، وأضاف أن “المسألة الليبية مسألة مشتركة تحظى بأهمية قصوى للعالم العربي وأوروبا، ولذلك هناك تبادل مكثف لوجهات النظر حولها”.
ولفت أيرولت إلى استمرار تدفق المهاجرين إلى أوروبا، وقال إن تدفقهم تحول لمشكلة ضخمة لبعض دول الاتحاد الأوروبي.
ورحب وزير الخارجية الفرنسي بانتخاب رئيس جديد للبنان، مؤكدا دعم بلاده وارتياحها لإنجاز الاستحقاق الدستوري المتمثل بانتخاب رئيس الجمهورية، ومعربا عن تفاؤله باستكمال حلقة المؤسسات الدستورية بعد تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة.
وقال إنه يستعد لزيارة بيروت “لتهنئة الرئيس المنتخب، ميشال عون، وحمْل الدعوة الرسمية إليه لزيارة باريس، كما درجت العادة، إلا أن بلاده تنتظر اكتمال تشكيل الحكومة، قبل زيارته إلى بيروت وتقديم الدعوة للرئيس اللبناني”، وذكّر بأنه زار لبنان قبل فترة قصيرة والتقى كل الاطراف السياسيين، لافتاً إلى “أن فرنسا كانت دائما مشجعة ودافعة في اتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس للبلاد”، وأن “فرنسا تحدثت بهذا الشأن مع المسؤولين القطريين، ودول أخرى مثل السعودية وإيران”.
وأضاف أن بلاده تقوم بالتحضير لعقد اجتماع “مجموعة الدعم الدولية” في باريس، لدعم لبنان كاشفاً عن تعهده الشخصي إنجاز هذا الأمر، ومؤكدا استعداد فرنسا لتقديم كل الدعم الذي يحتاج إليه لبنان للنهوض مجدداً.
ولم يحدد أيرولت موعداً لعقد الاجتماع الذي كان تقرر، في نيويورك خلال اجتماعات الأمم المتحدة، أن تستضيفه فرنسا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وقال نحن في انتظار تشكيل الحكومة اللبنانية، من دون أن يعني ذلك أن التحضيرات للمؤتمر قد توقفت، وهو يتحدث مع كافة الافرقاء الدوليين المعنيين في هذا الشأن، تمهيدا لإنجاح عقد الاجتماع، وتهيئة المناخ والشروط الكفيلة بتحقيق ذلك.
وحول المخاوف في فرنسا من احتمال فوز مرشحة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان بالانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، قال وزير الخارجية الفرنسي “بالنسبة لي، لا ينتابني خوف من هذا القبيل أبدا، فرنسا ليست الولايات المتحدة الأميركية، ولكل بلد تقاليده السياسية، أنا أحترم خيار الشعب الأميركي، لكنني بالمقابل أثق في اختيار الشعب الفرنسي، فالشعب الفرنسي له ذكاؤه ونضجه، وفرنسا تبقى في أعين العالم فرنسا المعروفة بقيمها ومبادئها، فرنسا التي تؤمن بالتعددية، والمنفتحة على خدمة أوروبا”، وأضاف “الناخبون هم دوماً من يحددون نتيجة التصويت، لكني بالنسبة لي، لا يساورني أي شك أن الفرنسيين سينتصرون للخيار الذي يحقق تطلعاتهم”.
العربي الجديد