بعد إعلان تغريدة راس الهرم في البيت الأبيض الجديد “دونالد ترامب “على مواقع التواصل الاجتماعي مفادها أن “إيران تلعب بالنار، وأن الإيرانيين لا يقدرون كم كان الرئيس “أوباما” طيباً معهم”.. ظهرت مخاوف وردود فعل معلنة، كان أبرزها تغريدة وزير الخارجية الإيرانية “محمد جواد ظريف” سريعاً “إن إيران لا تعبأ بالتهديدات الأمريكية لها بعد تجربتها النووية”.
بالطبع حين يستحضر الرئيس الجديد “ترامب” طيبة الرئيس السابق “أوباما” فهو يقصد بأن عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض تعني انتهاء عهد الدبلوماسية، وفتح صفحة جديدة لكن هذه المرة مختلفة من حيث قنوات التواصل مع الآخرين، بدءاً باختيار اللهجة الحادة صفة أولى، وأفعال تصعّد في الشدة؛ محاولة بوضوح كبح طموحات إيران النووية وبرامجها الصاروخية، وخاصة بعد تجربتها “صاروخاً بالستياً” في الأيام الماضية.
ذلك الصاروخ متوسط المدى منذ الأيام القليلة الماضية، لتكون تجربته الأولى ليست لمدى قدرته فحسب؛ بل هو اختبار أيضاً يظهر جلياً نهج الإدارة الأمريكية الجديدة في الردّ على مثل تلك الممارسات.
تلك الاهتزازات التي عمدت إيران إلى رفع حدة توترها رجحت احتمال وصول التحذير الأميركي في اقتراح “ترامب” للخيار العسكري والذي طالما نوّه به حتى قبل وصوله للبيت الأبيض.
على وقع ذلك التصعيد الجديد فرضت “واشنطن” على طهران عقوبات تشمل أشخاصا وكيانات ترتبط ببرنامجها الصاروخي و”فيلق القدس” التابع للحرس الثوري، تضمنت تلك العقوبات: تجميد مصالح وممتلكات وحظر التعامل مع تلك الكيانات (شملت ثلاثة عشر شخصاً واثني عشر كياناً).
لم تكن تلك العقوبة الأولى: فقد سبقتها سلسلة من العقوبات الأمريكية كانت أولاها عقب اقتحام الطلاب الإيرانيين سفارة “واشنطن” في طهران واحتجاز دبلوماسيين رهائن عام 1979 ومنع بموجبها دخول الصادرات الإيرانية إلى أمريكا.. ناهيك عن عقوبات في عهد “كلنتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما…”.
أما العقوبات الأممية فقد فرض مجلس الأمن أربع مجموعات من العقوبات بين عامي 2006 و2010 استهدف جميعها المواد النووية الحساسة.
تلك السلسلة من العقوبات جعلت السؤال المطروح على الساحة الإيرانية بقوة: كيف ستواجه إيران ذلك الكم الكبير من العقوبات؟ وهل سيكون لها الواقع نفسه والتأثير لعزل إيران؟
لعل قرار “ترامب “بشأن العقوبات على إيران يعود خطوة للوراء من موجة القلق؛ كون إيران تمسك بملفات كثيرة في منطقة الشرق الأوسط (سوريا واليمن ولبنان والعراق).
إيران التي خطت الخطوة الأولى بتأكيدها وتوضيحها للتجربة الصاروخية؛ كونها أتت لأغراض دفاعية غير نووية، وخطوة ثانية: التمسك بالاتفاق النووي مادام الاتفاق (دولي بين إيران وست دول أوربية: بينها الولايات المتحدة) وعدم الانسياق وراء ردود الفعل العاطفية أو لغة “الأعصاب” في السياسة الدولية.
وراء تلك العقوبات سؤال ما يزال يطرح نفسه في سقف التصعيد للإدارة الجديدة.. هل تكتفي حكومة “ترامب” بهذا المستوى من العقوبات أم أنها ستعزز عقوبات أخرى تشمل شخصيات وكيانات أخرى؟!
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد