عدت للتو من حلب وأعتقد أنني أول صحفي أجنبي استطاع الدخول والخروج بأمان بعد التدخل الروسي في سوريا.
دخلت مع بعض النشطاء السوريين الذين أعرفهم منذ فترة، ويعملون في العادة مع مجموعات القتال نفسها.
كانوا يسمون أنفسهم ثوار عاصفة الشمال، وهم الثوار الذين زارهم جون ماكين على سبيل المثال.
والآن هم جزء من الجبهة الشامية، وهؤلاء الأشخاص رافقوني إلى وحدات كانت ضمن مجموعات أخرى ربما، لكنني أبقيت على حراسي الذين كانوا من الجبهة الشامية.
الخطر الرئيسي كان شبكات الاختطاف من بين الثوار، لذا يجب علي البقاء بداخل سيارة مظللة لكي لا يراني أحد، وكان من الخطر أن يراني أحد الجواسيس ليتصل ويقول لرفاقه هناك صحفي أجنبي هنا.
هذا المكان قصف لثلاث سنوات .. غالبية الضربات كانت من قوات الجو السورية .. ومن الروس مؤخراً.
في القتال ترى الطائرات وهي قادمة .. يحاولون الحكم على من سيكون هدفها، وطالما أن الطائرات تستخدم قنابل غير موجهة فإنك تعرف بأنك لست الهدف وستكون بأمان إذا لم تكن الطائرة تحلق باتجاهك.
في اللحظة التي كنت أصور فيها القنبلة أثناء إطلاقها من الطائرة لم أكن أعرف نوعها، أكانت قنبلة موجهة أم عنقودية أم قنبلة اعتيادية؟
الغريب أن الوقت الذي تستغرقه القنبلة للسقوط طويل جدا، شعرت أنها عشرون أو ثلاثون ثانية، ثم انفجرت. وتُسمع بعد ذلك الانفجارات الأخرى للقنابل الصغيرة، ثم عرفت أن هذا الخطر قد تلاشى ولم تضربنا القنبلة.
هذا مشهد اعتيادي.. كانت هناك قنبلة صغيرة، هذه القنابل في الحقيقة خطيرة جدا عندما تنفجر لأنها تتسبب بالكثير من الشظايا على مساحة كبيرة ولأنها تحمل الكثير من القنابل الصغيرة، بعضها يبقى في ساحات المعارك وإذا عاد المدنيون فقد تنفجر القنابل حتى بعد عدة سنوات.
قوة الدفاع المدني المسماة بالخوذ البيضاء أرادت مني أن أرى أثر القصف الروسي.. بالطبع لم أستطع التأكد إذا كان قصفا سوريا أم روسيا لأنني لم أكن هناك عند حدوثه لكن كان من الواضح مما قالوه ومما رأيته في مقطع التقطه مصور روسي أن الطيار عاد أربع مرات لضرب هدف ما.
كل القنابل سقطت حول المسجد، وفي النهاية تدمر المسجد وبعض المنازل حوله.
المصور السوري لقي حتفه في آخر غارة، والفيديو يتوقف قبل لحظات من مقتله. نعم قضى في الغارة الرابعة.
المصدر: CNN بالعربية