قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الثلاثاء، إن بلاده بحاجة إلى أوروبا وتركيا، وينبغي تشجيع الحوار في هذا الخصوص.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده أولاند مع نظيره الأذري إلهام علييف، عقب لقائهما في قصر الإليزيه بباريس، في معرض تعليقه على الأزمة الدبلوماسية التي نجمت عن تصرف هولندا الفاضح تجاه الوزراء الأتراك.
وأضاف أولاند “نحن بحاجة إلى أوروبا وتركيا، وكذلك تركيا بحاجة لأوروبا، علينا تشجيع الحوار في هذا الخصوص كما هو الأمر في غيره”.
والسبت الماضي، سحبت هولندا تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو على أراضيها، ورفضت دخول وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية فاطمة بتول صيان قايا، إلى مقر قنصلية بلادها في مدينة روتردام، لعقد لقاءات مع الجالية ودبلوماسيين أتراك، ثم أبعدتها إلى ألمانيا في وقت لاحق.
تلك التصرفات التي تنتهك الأعراف الدبلوماسية وُصفت بـ”الفضيحة”، ولاقت إدانات من تركيا التي طلبت من سفير أمستردام، الذي يقضي إجازة خارج البلاد، ألا يعود إلى مهامه في الوقت الراهن، فضلاً عن موجة استنكارات واسعة من قبل سياسيين ومفكرين ومثقفين ومسؤولين من دول عربية وإسلامية.
وقال نائب رئيس الوزراء، المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان قورتولموش، الإثنين، إن بلاده “قررت تعليق العلاقات رفيعة المستوى، والاجتماعات المخطط لها مع هولندا، حتى تصحح الأخيرة ما قامت بها”.
من جهة أخرى، قال أولاند إنه بحث خلال الاجتماع مع نظيره الأذري، والذي وقع فيه الجانبان اتفاقيات تعاون في مجالات؛ المواصلات والاتصالات والتكنولوجيا وخدمات القطاع العام، العلاقات الثنائية وإقليم “قره باغ” الأذري المحتل من قبل أرمينيا.
وأشار أولاند إلى أنه من غير الممكن التوصل إلى نتيجة بشأن الإقليم في الوضع الراهن، ويتعين ألا تستمر الاشتباكات طويلاً، لافتاً إلى أن بلاده استمرت في مساعيها خلال اجتماعات مجموعة “مينسك” لاستئناف المباحثات بين الطرفين.
من جهته، أوضح علييف أن بلاده لن تقبل بالوضع الراهن في “قره باغ” وأن “على أرمينيا الانسحاب من الأراضي المحتلة، أعضاء مجموعة منسك أعربوا عن رفض الوضع الراهن في المنطقة، إلا أن أرمينيا لم تكن ترغب الامتثال بذلك”.
ومنذ عام 1992 تحتل أرمينيا نحو 20% من الأراضي الأذرية، والتي تضم إقليم “قره باغ” (5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي “آغدام”، و”فضولي”، متسببة بتهجير نحو مليون أذري من أراضيهم ومدنهم، فضلًا عن مقتل نحو 30 ألف شخص.
ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، إلا أن المناوشات المسلحة على الحدود بين الفينة والأخرى، والتهديدات باندلاع حرب أخرى، ما تزال مستمرة، في ظل عدم توقيع الطرفين معاهدة سلام دائم بينهما.