قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، إنه أصرّ على زيارة لبنان رغم “الظروف الصعبة” التي تمر بها والفراغ الرئاسي، ليؤكد أن فرنسا “ستقف إلى جانب لبنان” لتجاوز التحديات الأمنية والاقتصادية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، عقب لقائهما، بمقر البرلمان، وذلك في أول اجتماع إثر وصول أولاند، اليوم السبت إلى بيروت، بحسب مراسل الاناضول.
وأشار إلى أن، زيارته للبنان هي الثانية منذ وصوله للرئاسة الفرنسية، حيث كانت الأولى، في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، بعد اغتيال رئيس شعبة المعلومات (استخبارات الشرطة اللبنانية) اللواء وسام الحسن. وتابع أولاند: “إنني اليوم أزور لبنان ونحن إلى جانبكم ومعكم، لأن لبنان يعيش في ظل ظروف وأزمات صعبة تحيط به، وهو بلد يعيش بأمن وبنعم بالوحدة”. وأشاد الرئيس الفرنسي، بلبنان الذي “على الرغم من أن الحروب على أبوابه ويواجه الإرهاب على حدوده فقد استقبل نحو 1.5 مليون لاجئ سوري”، مضيفا: “نحن ندين للبنان بالدعم والتضامن ونقوم بذلك انطلاقا من روح الاحترام والصداقة وبسبب الروابط التاريخية والإنسانية”.
يشار إلى أن 1.1 مليون لاجئ سوري مسجلين رسميا لدى مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان، علاوة على غير المسجلين.
الرئيس الفرنسي قال أيضا: “رسالتي بسيطة جدا.. فرنسا ستفعل ما هو لازم لتعزيز أمن لبنان وذلك عبر التعاون الثنائي”، مضيفا “علينا العمل مع المجتمع الدولي لتأمين الموارد لتواجهوا (اللبنانيين) أزمة اللاجئين”. ومضى في حديثه قائلا، إن هذا الدعم يجب أن يكون “للاقتصاد اللبناني لأن لبنان يشكل قيمة مضافة في المنطقة وعليه أن يحافظ على نظامه المصرفي القوي وأن يتمتع بحيوية اقتصادية”. وعبر عن أمله أن يعود إلى لبنان “بأسرع وقت ممكن لألتقي الرئيس الجديد (المنتخب) لكن ليس لدي جواب متى يمكن انتخابه”. أولاند، التفت إلى بري قائلا: “الجواب عندكم أنتم النواب، وعليكم أن تحلوا هذه الأزمة وتمنحوا للبنان رئيسا للجمهورية لأن ذلك يشكل إشارة لما تستطيعون القيام به رغم التنوع في لبنان ورغم المشاكل التي تواجه المنطقة”. ويعيش لبنان فراغا رئاسيا منذ 25 مايو/أيار 2014، حيث فشل البرلمان منذ ذلك الحين في انتخاب خلف ميشال سليمان نتيجة الخلافات السياسية التي تعصف بالبلاد. من جهته، أعرب بري،عن سروره باستقبال أولاند، مضيفا: “يبقى هناك ضيق لا نستطيع أن نخفيه وهو أننا كنا نتمنى أن يكون هذا الاستقبال في القصر الجمهوري من قبل رئيس للجمهورية”.
ولفت إلى أن المحادثات مع أولاند، تطرقت إلى “هبة (عسكرية) للجيش اللبناني و(ترسيم) الحدود البحرية (مع إسرائيل) والاعتداءات الإسرائيلية (خروقات القرار 1701) وموضوع اللاجئين السوريين وكيف يمكن أن نخفف الأعباء التي يرزح تحتها لبنان بسبب ذلك”، دون مزيد من التفاصيل. وقال بري: “ركزنا في المحادثات على موضوع مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى مواضيع إقليمية تتعلق باليمن وسوريا والعراق وليبيا”. وكان أولاند وصل في وقت سابق اليوم، إلى بيروت، مستهلاً جولة شرق أوسطية تشمل القاهرة وعمان.
وتوجه الرئيس الفرنسي بعد لقاء بري، إلى اجتماع مع رئيس الحكومة تمام سلام، في السراي الحكومي الذي يقع على بعد عشرات الأمتار فقط من مبنى المجلس. ومن المقرر أن يلتقي أولاند خلال زيارته التي تستمر يومين، عددا من كبار السمؤولين في لبنان، وسيزور مخيماً للاجئين السوريين شرقي البلاد.
ويرافق أولاند في “زيارة العمل” هذه، وزيرا الدفاع جان ـ إيف لودريان، والثقافة والاتصال أودري أزولاي، ورئيس معهد العالم العربي جاك لانغ، ونقيب المحامين السابق جان ـ ماري بورغوبورور، بحسب بيان صدر عن قصر “الاليزيه” في وقت سابق اليوم.
وسيلتقي أولاند قبل مغادرته غداً الأحد، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بالإضافة إلى لقاء موسع مع بطريركي أنطاكية وسائر المشرق للروم الأورثوذكس يوحنا اليازجي، والروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، ومطران بيروت للروم الأورثوذكس إلياس عودة، ومفتي الجمهورية عبداللطيف دريان، ونائب رئيس مجلس الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان. وفي اليوم نفسه (غدا الاحد)، سيتوجه أولاند عبر مروحية إلى منطقة البقاع شرقي البلاد، حيث يزور مخيماً للاجئين السوريين، ومن ثم يغادر عبر الطائرة الرئاسية من مطار رياق العسكري (شرق) متجهاً إلى القاهرة.
الأناضول