في مقال له على موقع شبكة «سي أن أن» الإخبارية الأميركية قال موريس ورين، المدير التنفيذي لمنظمة مجلس اللاجئين في بريطانيا، إن قادة أوروبا يتبنون على ما يبدو سياسية جديدة مقبولة بالنسبة إليهم وهي التفرج على اللاجئين وهم يغرقون في البحر. وأشار الكاتب إلى انتهاء عملية البحث والإنقاذ المسماة «مار نوستروم» في البحر المتوسط، والتي كان الهدف منها مساعدة اللاجئين الذين يجدون صعوبة في محاولة الوصول بأمان إلى أوروبا، الأمر الذي نجح في إنقاذ حوالي 150 ألف شخص من الغرق، لكن فشلت العملية في مساعدة 3343 لقوا حتفهم. وأوضح الكاتب أن إيطاليا المنفذة لعملية مار نوستروم قررت أنها مكلفة للغاية ولن تستطيع تحمل العبء المادي وحدها، وطلب من بقية دول أوروبا المساعدة، لكن الطلب لاقى رفضا من الحكومات، التي لم تجد حرجا سياسيا في إدارة ظهرها للأمهات والآباء والأطفال الذين يغرقون في البحر المتوسط، فالمشكلة في نهاية المطاف تخص دولة أخرى. وأشار الكاتب إلى أن عملية «مار نوستروم» ستحل محلها عملية «تريتون» التي ستخضع بداية الشهر الجاري لإدارة وكالة مراقبة حدود الاتحاد الأوروبي «فرونتكس»، التي أشار مسؤولها إلى أن تريتون ستركز بشكل حصري على مراقبة الحدود، ولن يكون ضمن مهماتها عمليات بحث وإنقاذ. ورأى ورين أن المبرر ما هو إلا مثال كلاسيكي على استعمال الازدواجية لخدمة المصالح الذاتية، تماما كما عبرت عنها وزيرة الدولة البريطانية للشؤون الخارجية البارونة جويس أنلي، عندما أخبرت برلمان بلادها أن لندن لا تدعم عمليات إنقاذ وبحث في المتوسط «لأننا نعتقد أنها تخلق عامل جذب يشجع المهاجرين لمحاولة عبور البحر الخطر، ومن ثم تزيد أعداد الموتى بشكل مأساوي». وقال الكاتب إن هذا التصريح من قبل البارونة يشير إلى أن حجة حكومة بريطانيا تقول إنه إذا غرق الناس في البحر، فإن ذلك سيكون رادعا لآخرين من الإبحار فيه مرة أخرى. وأضاف أن حجة بريطانيا معيبة بقدر ما هي مخيفة، مشيراً إلى أن الزيادة الحالية في رحلات اللاجئين عبر البحر المتوسط بدأت مع سقوط معمر القذافي، ووصلت إلى ذروتها الصيف الماضي