صحف أمريكية
أولت الصحف الأميركية اهتماما بالعلاقات الأميركية الآسيوية، خاصة في ظل جولة الرئيس الأميركي باراك أوباما في آسيا، وقالت إحداها إن أوباما يسعى لإعادة توازن علاقات بلاده في المنطقة، وقالت أخرى إن زيارته تثير العديد من التساؤلات الهامة.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن أوباما سيسعى خلال زيارته المزمعة الأسبوع الجاري لعدد من الدول الأسيوية إلى تجديد الجهود الرامية إلى إعادة توازن العلاقات الأميركية مع دول المنطقة، وأن الزيارة تشمل كلا من ماليزيا والفلبين واليابان وكوريا الجنوبية.
وأوضحت الصحيفة أن أوباما سيبدأ جولته الآسيوية غدا الثلاثاء ولمدة أسبوع، وأنه وكبار مساعديه سيخفضون من التصريحات السياسية الكبيرة، ولكنهم سيركزون على طمأنة الحلفاء القلقين بأن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية مع حلفائها في المنطقة.
وأضافت أن مهمات كثيرة وكبيرة تنتظر أوباما في جولته الآسيوية، ومن أبرزها العمل على تحقيق تقدم في المفاوضات التجارية مع اليابان، ومحاولة تخفيض معدل التوتر بين اليابان وكوريا الجنوبية، وتوطيد علاقات التحالف مع ماليزيا ذات الأغلبية الإسلامية.
“واشنطن بوست: جولة أوباما بآسيا تعتبر خطوة لتعزيز وتوطيد الدور الأميركي بمنطقة تعد الأكثر حيوية اقتصاديا واجتماعيا بالعالم، في الوقت الذي تسعى فيه الصين لتوسيع نفوذها بالقارة”
الدور الأميركي
وقال واشنطن بوست أيضا إن زيارة أوباما تعتبر خطوة لتعزيز وتوطيد الدور الأميركي في منطقة تعد الأكثر حيوية اقتصاديا واجتماعيا في العالم، في الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى توسيع نفوذها في القارة.
من جانبه، قال الكاتب توم دانيلون في مقال بالصحيفة إن أوباما يسير على الطريق الصحيح وهو يتجه إلى آسيا، مضيفا أن توطيد علاقات أميركا مع حلفائها في آسيا لا يعني تخلي الولايات المتحدة عن دورها والتزاماتها مع حلفائها بأي مناطق أخرى في العالم.
وأوضح أن جولة أوباما الآسيوية ترمز إلى التحول الأميركي بعيدا عن جهود الحروب بالشرق الأوسط وجنوبي آسيا والتي سيطرت على السياسة القومية والمصادر الأميركية على مدار العقد الماضي، كما أنها ترمز إلى التحول الأميركي إلى منطقة تمثل فرصة هامة بالنسبة للولايات المتحدة.
تساؤلات
من جانبها، قالت نيويورك تايمز إن جولة أوباما في آسيا تثير العديد من التساؤلات، وأبرزها ما إذا كانت الولايات المتحدة أجرت تخفيضات في إنفاق وزارة الدفاع (بنتاغون) لأنها رصدت 60% من أصول الدفاع لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بحلول 2020.
وأضافت الصحيفة أن التساؤل الآخر يتمثل في إمكانية استثمار أوباما لمزيد من الوقت في آسيا بينما تأخذ الأزمتان في سوريا وأوكرانيا بمزيد من التفاقم. وهل يمكن للولايات المتحدة الدفاع عن حلفائها في آسيا إذا أصبحت الصين تشكل تهديدا حقيقيا؟
وأضافت بالقول إنه لا يمكن للولايات المتحدة التخلي عن مصالحها في الشرق الأوسط حتى بعد انسحاب قواتها من العراق وأفغانستان. كما لا يمكن لواشنطن فك الارتباط مع أوروبا بالرغم من أن أوباما متهم بتجاهل بعض الحلفاء في أوروبا.
وفي السياق، قالت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور إن تأكيد الولايات المتحدة على قوة تحالفاتها في آسيا من شأنه التخفيف من المخاطر الناتجة عن الصعود الصيني أو الروسي، بل واحتواء البلدين العملاقين على حد سواء. ُيشار إلى أن الرئيس الأميركي سبق أن ألغى زيارة إلى ماليزيا والفلبين العام الماضي، من ضمن جولته بأربع دول آسيوية، وذلك بسبب إغلاق جزئي للمؤسسات الحكومية الأميركية بعد أن أصبحت غير قادرة على تقديم الخدمات للمواطنين