أقر الرئيس الأمريكي باراك، الخميس، أن واشنطن دفعت 400 مليون دولار لطهران نقدا في مطلع العام، لكنه أكد أن هذا المبلغ لم يكن فدية مالية من أجل أن تفرج طهران عن خمسة أمريكيين كانوا أسرى لديها.
وأضاف أوباما في مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع الأمريكية: “نحن لا ندفع فدية مقابل إطلاق سراح رهائن، المبلغ الذي دفع بعملتي اليورو والفرنك الفرنسي كان لتسوية نزاع تجاري قديم بين البلدين على هامش الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية كشفت أن إدارة أوباما نقلت جوا 400 مليون دولار نقدا لإيران، في الوقت الذي أطلقت فيه إيران سراح أربعة أمريكيين في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وفي تقرير لمراسل الشؤون الخارجية بالصحيفة، غاي سولومون، ومراسل الصحيفة في البيت الأبيض، كارول لي، قالت “وول ستريت جورنال” إن المبلغ أرسل عبر طائرة شحن غير مميزة، بحسب المسؤولين، ووضعت الأموال في بنوك هولندا وسويسرا.
من جهة أخرى، اعتبر أوباما أن ما ذكره المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر، دونالد ترامب، عن إمكانية تعرض هذه الانتخابات للتزوير؛ من أجل حرمانه من الفوز، هي مزاعم “سخيفة”.
مضيفا: “لست أعلم من أين أبدأ في الإجابة عن هذا السؤال، إذا كان ترامب يشير إلى أن هناك مؤامرة تحاك عبر البلاد… فهذا سخيف”.
الملف السوري
وفي الشأن السوري، قال أوباما إن الحكومة السورية تواصل انتهاك الهدنة. كما أبدى قلقه إزاء التحركات العسكرية التي تقوم بها روسيا في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الأسد، مطالبا موسكو بالعمل مع واشنطن من أجل التوصل إلى حل للأزمة في هذا البلد.
وقال أوباما إن “الولايات المتحدة لا تزال مستعدة للعمل مع روسيا؛ من أجل خفض حدة العنف، وتعزيز جهودنا ضد (تنظيمي) القاعدة والدولة الإسلامية (…)، ولكن روسيا لم تتخذ الإجراءات الواجبة”، مطالبا موسكو أن “تبرهن عن جديتها” في السعي إلى حل للنزاع في سوريا.
كما أشاد أوباما بالتقدم الذي أحرزته الولايات المتحدة وحلفاؤها في الحملة العسكرية على تنظيم الدولة، لكنه قال إن التنظيم لا يزال يملك القدرة على توجيه هجمات والإيعاز بها.
وأضاف: “سنواصل ملاحقة الدولة الإسلامية بقوة على كل جبهة في هذه الحملة”.
وأعلن أوباما أنه “غير واثق” بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يريد التعاون مع الولايات المتحدة من أجل حل النزاع الدائر في سوريا.
وقال أوباما في البنتاغون: “أنا لست متأكدا من أنه بإمكاننا الوثوق بالروس وبفلاديمير بوتين، ولهذا السبب علينا أن نجري تقييما بشأن ما إذا كنا سنتمكن من الوصول إلى وقف فعلي للأعمال العدائية أم لا”.
وأضاف: “ربما تكون روسيا غير قادرة على الوصول إلى ذلك، إما لأنها لا تريد ذلك، وإما لأنها لا تمتلك نفوذا كافيا على الأسد. وهذا ما سنقوم بتقييمه”.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه مدرك للوضع، و”إننا نمضي في هذا الاتجاه دون أي غشاوة على أعيننا”، مضيفا القول: “سنختبر ونرى ما إذا كنا نستطيع الحصول على شيء متين. إذا لم نحصل على ذلك، تكون عندها روسيا قد أظهرت وبكل وضوح أنها طرف غير مسؤول على الساحة الدولية، يدعم نظاما مجرما”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، دعا الاثنين، موسكو وحليفها النظام السوري، إلى ضبط النفس في عملياتهما العسكرية في حلب، الأمر الذي رفضته موسكو على الفور.
وقال كيري في إشارة إلى موعد الأول من آب/ أغسطس، المحدد مبدئيا لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا: “بين تاريخ الإعلان عن هذا الموعد (الأول من آب/ أغسطس) واليوم، تم هدر كل هذا الوقت في محاولة لإقرار وقف لإطلاق النار يتم التقيد به”، مضيفا: “سنرى خلال الساعات أو الأيام المقبلة ما إذا كان بالإمكان تعديل هذه الدينامية”.
ولكن موسكو سارعت إلى رفض الدعوة الأمريكية، معتبرة على لسان سيرغي ريابكوف نائب وزير خارجيتها أنه “فور حصول تقدم فعلي في المعارك ضد الإرهابيين حققه الجيش السوري بدعم منا، بدأ الأمريكيون باعتماد أساليب ملتوية مطالبيننا بوقف قتال الإرهابيين”، وفق قوله.
عربي21