وقعت منذ عدّة أيّام حادثة تناقلها روّاد مواقع التّواصل الاجتماعي عن حادث أودى بحياة شابّ، وذووه هم من دفعوا الديّة نيابة عن المتسبّب بالوفاة في ريف إدلب.
تداول ناشطون في منصات التواصل الاجتماعي ما أسموه درساً في مكارم الأخلاق والذي يجب، بحسب وصفهم، أن يسجّل بماء الذّهب للحاج “عبدالغني الصفر” المهجّر من بلدة خان السبل، لما قام به حيال قضيّة مقتل حفيده “عبدالغني رياض الصفر” جرّاء حادث سير اصطدم على إثره بسيارة يقودها شاب يدعى “أيهم السويد” في بلدة بيرة أرمناز بريف إدلب الشمالي.
وفي تفاصيل الحادثة فقد وضع الأستاذ “محمد علي الرزوق” للحكم في القضية حسب المعطيات المقدّمة من قبل الجهات المختصة التي حدّدت بدورها أن نسبة 90 بالمائة في وقوع الحادث على سائق السيارة “أيهم”، والذي حكم بدية قدرها 30 ألف دولار نظراً لوجود أيتام قصّر لدى الضحية، إلاّ أنّ جدّ الضحية الحاج “عبدالغني الصفر” ووالده الحاج “رياض الصفر” أسقطا الدية عن المتسبب بالوفاة وأعفوه وذويه من أيّ التزام ودفعا الديّة حسبما تمّ الحكم به لأيتام ولدهم وكلّفا محامياً بإتمام إجراءات إسقاط الحق وعودة “أيهم” لذويه بأسرع وقت.
تفاعل العديد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي والناشطون مع قضية الحاج “عبد الغني الصفر” واعتبروها أحد دروس مكارم الأخلاق التي يجب أن تورّث للأجيال القادمة للعمل بها.
تعدّ صِفَتا العفو والتسامح من أهمّ الصفات التي ترتبط بالإنسانية، فمن خلالهما يتقبّل الإنسان الآخر الذي قد يختلف معه في العِرق أو الّلغة أو الدين أو الجنس أو المنظور الاجتماعي، وإن ما يشهده العصر الحالي من صور القتل والتعذيب والدمار يتنافى مع مفهوم التسامح والعفو، وتتجلّى صور العفو والتسامح عند المقدرة، عندما يُخطئ أحدهم في حقِّ آخر، فيكون له القدرة على أن يقتصَّ ممن أخطأ في حقه، لكنه يبادره بالصفح والتجاوز عمَّا بدر منه.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع